﴿وَإنْ جَنَحُوا﴾ الجُنُوحُ المَيْلُ، ومِنهُ الجَناحُ ويُعَدّى بِاللّامِ وبِإلى، أيْ: إنْ مالُوا ﴿لِلسَّلْمِ﴾ أيْ: لِلصُّلْحِ بِوُقُوعِ الرَّهْبَةِ في قُلُوبِهِمْ بِمُشاهَدَةِ ما بِكم مِنَ الِاسْتِعْدادِ وإعْتادِ العَتادِ ﴿فاجْنَحْ لَها﴾ (p-33)أيْ: لِلسِّلْمِ، والتَّأْنِيثُ لِحَمْلِهِ عَلى نَقِيضِهِ قالَ:
؎ السِّلْمُ تَأْخُذُ مِنها ما رَضِيتَ بِهِ والحَرْبُ يَكْفِيكَ مِن أنْفاسِها جُرَعُ
وَقُرِئَ (فاجْنُحْ) بِضَمِّ النُّونِ.
﴿وَتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ﴾ ولا تَخَفْ أنْ يُظْهِرُوا لَكَ السِّلْمَ وجَوانِحُهم مَطْوِيَّةٌ عَلى المَكْرِ والكَيْدِ ﴿إنَّهُ﴾ تَعالى ﴿هُوَ السَّمِيعُ﴾ فَيَسْمَعُ ما يَقُولُونَ في خَلَواتِهِمْ مِن مَقالاتِ الخِداعَ ﴿العَلِيمُ﴾ فَيَعْلَمُ نِيّاتِهِمْ، فَيُؤاخِذُهم بِما يَسْتَحِقُّونَهُ، ويَرُدُّ كَيْدَهم في نَحْرِهِمْ، والآيَةُ خاصَّةٌ بِاليَهُودِ، وقِيلَ: عامَّةٌ نَسَخَتْها آيَةُ السَّيْفِ.
{"ayah":"۞ وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ"}