﴿جَزاءً مِن رَبِّكَ﴾ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ مَنصُوبٌ بِمَعْنى أنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازًا، فَإنَّهُ في قُوَّةِ أنْ يُقالَ: جازى المُتَّقِينَ بِمَفازٍ جَزاءً كائِنًا مِن رَبِّكَ، والتَّعَرُّضُ لِعُنْوانِ الربوبية المُنْبِئَةِ عَنِ التَّبْلِيغِ إلى الكَمالِ شَيْئًا فَشَيْئًا، مَعَ الإضافَةِ إلى ضَمِيرِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَزِيدُ تَشْرِيفٍ لَهُ ﷺ.
﴿عَطاءً﴾ أيْ: تَفْضِيلًا وإحْسانًا مِنهُ تَعالى إذْ لا يَجِبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وهو بَدَلٌ مِن جَزاءً.
﴿حِسابًا﴾ صِفَةٌ لِـ"عَطاءً" بِمَعْنى: كافِيًا عَلى مَصْدَرٍ أُقِيمَ مَقامَ الوَصْفِ، أوْ بُولِغَ فِيهِ مِن (أحْسَبَهُ الشَّيْءُ) إذا كَفاهُ حَتّى قالَ: حَسْبِي، وقِيلَ: عَلى حَسَبِ أعْمالِهِمْ، وقُرِئَ: (حِسّابًا) بِالتَّشْدِيدِ عَلى أنَّهُ بِمَعْنى المُتَحَسِّبُ كالدِّراكِ بِمَعْنى: المُدْرِكُ.
{"ayah":"جَزَاۤءࣰ مِّن رَّبِّكَ عَطَاۤءً حِسَابࣰا"}