الباحث القرآني

(p-43)﴿وَأنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا﴾ بِالفَتْحِ، قالُوا: هو وما بَعْدَهُ مِنَ الجُمَلِ المُصَدَّرَةِ بِأنَّ في أحَدَ عَشَرَ مَوْضِعًا، عَطْفٌ عَلى مَحَلِّ الجارِّ والمَجْرُورِ في "فَآمَنّا بِهِ" كَأنَّهُ قِيلَ: فَصَدَّقْناهُ وصَدَّقْنا أنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا، أيِ: ارْتَفَعَ عَظَمَتُهُ مِن جَدَّ فُلانٌ في عَيْنِي، أيْ: عَظُمَ تَمَكُّنُهُ، أوْ سُلْطانُهُ، أوْ غِناهُ عَلى أنَّهُ مُسْتَعارٌ مِنَ الجَدِّ الَّذِي هو البَخْتُ، والمَعْنى: وصَفَهُ بِالاسْتِغْناءِ عَنِ الصّاحِبَةِ والوَلَدِ لِعَظَمَتِهِ، أوْ لِسُلْطانِهِ، أوْ لِغِناهُ، وقُرِئَ: بِالكَسْرِ، وكَذا الجُمَلُ المَذْكُورَةُ عَطْفًا عَلى المَحْكِيِّ بَعْدَ القَوْلِ، وهو الأظْهَرُ لِوُضُوحِ انْدِراجِ كُلِّها تَحْتَ القَوْلِ، وأمّا انْدِراجُ الجُمَلِ الآتِيَةِ تَحْتَ الإيمانِ والتَّصْدِيقِ كَما يَقْتَضِيهِ العَطْفُ عَلى مَحَلِّ الجارِّ والمَجْرُورِ فَفِيهِ إشْكالٌ كَما سَتُحِيطُ بِهِ خُبْرًا، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿ما اتَّخَذَ صاحِبَةً ولا ولَدًا﴾ بَيانٌ لِحُكْمِ تَعالى جَدُّهُ، وقُرِئَ: (جَدًّا رَبُّنا) عَلى التَّمْيِيزِ (وَجَدُّ رَبِّنا) بِالكَسْرِ، أيْ: صِدْقُ رُبُوبِيَّتِهِ وحَقُّ إلَهِيَّتِهِ عَنِ اتِّخاذِ الصّاحِبَةِ والوَلَدِ، وذَلِكَ أنَّهم لَمّا سَمِعُوا القرآن ووُفِّقُوا لِلتَّوْحِيدِ والإيمانِ؛ تَنَبَّهُوا لِلْخَطَأِ فِيما اعْتَقَدُوهُ كَفَرَةُ الجِنِّ مِن تَشْبِيهِ اللَّهِ تَعالى بِخَلْقِهِ في اتِّخاذِ الصّاحِبَةِ والوَلَدِ، فاسْتَعْظَمُوهُ ونَزَّهُوهُ تَعالى عَنْهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب