﴿إلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ﴾ اسْتِثْناءٌ (p-47)مِن قَوْلِهِ: "لا أمْلِكُ" فَإنَّ التَّبْلِيغَ إرْشادٌ ونَفْعٌ، وما بَيْنَهُما اعْتِراضٌ مُؤَكِّدٌ لِنَفْيِ الأسْتِطاعَةِ، أوْ مِن "مُلْتَحَدًا"، أيْ: لَنْ أجِدَ مِن دُونِهِ مَنجًى إلّا أنْ أُبْلِغَ عَنْهُ ما أرْسَلَنِي بِهِ، وقِيلَ: إلّا مُرَكَّبَةٌ مِن "إنِ" الشَّرْطِيَّةِ و"لا" النّافِيَةِ، ومَعْناهُ: إنْ لا أُبْلِغْ بَلاغًا مِنَ اللَّهِ، والجَوابُ مَحْذُوفٌ لِدَلالَةِ "ما" قَبْلَهُ عَلَيْهِ، "وَرِسالأتِهِ" عَطْفٌ عَلى "بَلاغًا"، و"مِنَ اللَّهِ" صِفَتُهُ صِلَتُهُ، أيْ: لا أمْلِكُ لَكم إلّا تَبْلِيغًا كائِنًا مِنهُ تَعالى ورِسالأتِهِ الَّتِي أرْسَلَنِي بِها.
﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ﴾ في الأمْرِ بِالتَّوْحِيدِ إذْ الكَلامُ فِيهِ.
﴿فَإنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ﴾ وقُرِئَ: بِفَتْحِ الهَمْزَةِ عَلى فَحَقُّهُ، أوْ فَجَزاؤُهُ أنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ.
﴿خالِدِينَ فِيها﴾ في النّارِ، أوْ في جَهَنَّمَ والجُمَعُ بِاعْتِبارِ المَعْنى ﴿أبَدًا﴾ بِلا نِهايَةٍ، وقَوْلُهُ تَعالى:
{"ayah":"إِلَّا بَلَـٰغࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَـٰلَـٰتِهِۦۚ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدًا"}