الباحث القرآني

﴿إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ اسْتِئْنافٌ مُقَرِّرٌ لِما قَبْلَهُ، بِبَيانِ أنَّ ما أُمِرَ بِهِ ﷺ مِنَ الِاسْتِعاذَةِ بِاللَّهِ تَعالى سُنَّةٌ مَسْلُوكَةٌ لِلْمُتَّقِينَ، والإخْلالُ بِها دَيْدَنُ الغاوِينَ؛ أيْ: إنَّ الَّذِينَ اتَّصَفُوا بِوِقايَةِ أنْفُسِهِمْ عَمّا يَضُرُّها. ﴿إذا مَسَّهم طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ﴾ أدْنى لَمَّةٍ مِنهُ، عَلى أنَّ تَنْوِينَهُ لِلتَّحْقِيرِ، وهو اسْمُ فاعِلٍ مِن طافَ يَطُوفُ، (p-309)كَأنَّها تَطُوفُ بِهِمْ وتَدُورُ حَوْلَهم لِتُوقِعَ بِهِمْ، أوْ مِن طافَ بِهِ الخَيالُ يُطِيفُ طَيْفًا؛ أيْ: ألَمَّ. وَقُرِئَ: ( طَيْفٌ ) عَلى أنَّهُ مَصْدَرٌ، أوْ تَخْفِيفٌ مِن طَيِّفٍ، مِنَ الواوِيِّ أوْ اليائِيِّ، كَهَيِّنٍ ولَيِّنٍ، والمُرادُ بِالشَّيْطانِ: الجِنْسُ، ولِذَلِكَ جُمِعَ ضَمِيرُهُ فِيما سَيَأْتِي. ﴿تَذَكَّرُوا﴾؛ أيْ: الِاسْتِعاذَةَ بِهِ تَعالى والتَّوَكُّلَ عَلَيْهِ. ﴿فَإذا هُمْ﴾ بِسَبَبِ ذَلِكَ التَّذَكُّرِ. ﴿مُبْصِرُونَ﴾ مَواقِعَ الخَطَأِ ومَكايِدَ الشَّيْطانِ، فَيَحْتَرِزُونَ عَنْها ولا يَتَّبِعُونَهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب