(p-263)وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿أسْكِنُوهُنَّ مِن حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِن وُجْدِكم ولا تُضارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وإنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإنْ أرْضَعْنَ لَكم فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وأْتَمِرُوا بَيْنَكم بِمَعْرُوفٍ وإنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى﴾
﴿أسْكِنُوهُنَّ مِن حَيْثُ سَكَنْتُمْ﴾ اسْتِئْنافٌ وقَعَ جَوابًا عَنْ سُؤالٍ نَشَأ مِمّا قَبْلَهُ مِنَ الحَثِّ عَلى التَّقْوى كَأنَّهُ قِيلَ: كَيْفَ نَعْمَلُ بِالتَّقْوى في شَأْنِ المُعْتَدّاتِ؟ فَقِيلَ: أسْكِنُوهُنَّ مَسْكَنًا مِن حَيْثُ سَكَنْتُمْ أيْ: بَعْضَ مَكانِ سُكْناكم. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿مِن وُجْدِكُمْ﴾ أيْ: مِن وُسْعِكم أيْ: مِمّا تُطِيقُونَهُ عَطْفُ بَيانٍ لِقَوْلِهِ مِن حَيْثُ سَكَنْتُمْ وتَفْسِيرٌ لَهُ.
﴿وَلا تُضارُّوهُنَّ﴾ أيْ: في السُّكْنى.
﴿لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ﴾ وتَلْتَجِئُوهُنَّ إلى الخُرُوجِ.
﴿وَإنْ كُنَّ﴾ أيِ: المُطَلَّقاتُ.
﴿أُولاتِ حَمْلٍ فَأنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ فَيَخْرُجْنَ مِنَ العِدَّةِ أمّا المُتَوَفّى عَنْهُنَّ أزْواجُهُنَّ فَلا نَفَقَةَ لَهُنَّ.
﴿فَإنْ أرْضَعْنَ لَكُمْ﴾ بَعْدَ ذَلِكَ.
﴿فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ عَلى الإرْضاعِ.
﴿وَأْتَمِرُوا بَيْنَكم بِمَعْرُوفٍ﴾ أيْ: تَشاوَرُوا وحَقِيقَتُهُ لِيَأْمُرْ بَعْضُكم بَعْضًا بِجَمِيلٍ في الإرْضاعِ والأجْرِ ولا يَكُونُ مِنَ الأبِ مُماسَكَةٌ ولا مِنَ الأُمِّ مُعاسَرَةٌ.
﴿وَإنْ تَعاسَرْتُمْ﴾ أيْ: تَضايَقْتُمْ.
﴿فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى﴾ أيْ: فَسَتُوجَدُ ولا تُعْوِزُ مُرْضِعَةٌ أُخْرى وفِيهِ مُعاتَبَةٌ لِلْأُمِّ عَلى المُعاسَرَةِ.
{"ayah":"أَسۡكِنُوهُنَّ مِنۡ حَیۡثُ سَكَنتُم مِّن وُجۡدِكُمۡ وَلَا تُضَاۤرُّوهُنَّ لِتُضَیِّقُوا۟ عَلَیۡهِنَّۚ وَإِن كُنَّ أُو۟لَـٰتِ حَمۡلࣲ فَأَنفِقُوا۟ عَلَیۡهِنَّ حَتَّىٰ یَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ فَإِنۡ أَرۡضَعۡنَ لَكُمۡ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأۡتَمِرُوا۟ بَیۡنَكُم بِمَعۡرُوفࣲۖ وَإِن تَعَاسَرۡتُمۡ فَسَتُرۡضِعُ لَهُۥۤ أُخۡرَىٰ"}