الباحث القرآني

﴿وَما عَلى الَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: أنَّ المُسْلِمِينَ حِينَ نُهُوا عَنْ مُجالَسَتِهِمْ عِنْدَ خَوْضِهِمْ في الآياتِ، قالُوا: لَئِنْ كُنّا نَقُولُ: كُلَّما اسْتَهْزَءُوا بِالقرآن لَمْ نَسْتَطِعْ أنْ نَجْلِسَ في المَسْجِدِ الحَرامِ ونَطُوفَ بِالبَيْتِ؛ فَنَزَلَتْ؛ أيْ: ما عَلى الَّذِينَ يَتَّقُونَ قَبائِحَ أعْمالِ الخائِضِينَ وأحْوالِهِمْ. ﴿مِن حِسابِهِمْ﴾؛ أيْ: مِمّا يُحاسَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الجَرائِرِ. ﴿مِن شَيْءٍ﴾؛ أيْ: شَيْءٍ ما عَلى أنَّهُ في مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلى أنَّهُ مُبْتَدَأٌ. و" ما " تَمِيمِيَّةٌ، أوِ اسْمٌ لَها، وهي حِجازِيَّةٌ، و" ﴿مِن﴾ " مَزِيدَةٌ لِلِاسْتِغْراقِ، و" ﴿مِن حِسابِهِمْ﴾ " حالٌ مِنهُ، و" ﴿عَلى الَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ " في مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلى أنَّهُ خَبَرٌ لِلْمُبْتَدَأِ، أوْ لـِ " ما " الحِجازِيَّةِ عَلى رَأْيِ مَن لا يُجِيزُ إعْمالَها في الخَبَرِ المُقَدَّمِ مُطْلَقًا، أوْ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلى رَأْيِ مَن يُجَوِّزُ إعْمالَها في الخَبَرِ المُقَدَّمِ عِنْدَ كَوْنِهِ ظَرْفًا، أوْ حَرْفَ جَرٍّ. ﴿وَلَكِنْ ذِكْرى﴾ اسْتِدْراكٌ مِنَ النَّفْيِ السّابِقِ؛ أيْ: ولَكِنَّ عَلَيْهِمْ أنْ يُذَكِّرُوهم ويَمْنَعُوهم عَمّا هم عَلَيْهِ مِنَ القَبائِحِ بِما أمْكَنَ مِنَ العِظَةِ والتَّذْكِيرِ، ويُظْهِرُوا لَهُمُ الكَراهَةَ والنَّكِيرَ، ومَحَلُّ " ذِكْرى " إمّا النَّصْبُ عَلى أنَّهُ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِلْفِعْلِ المَحْذُوفِ؛ أيْ: عَلَيْهِمْ أنْ يُذَكِّرُوهم تَذْكِيرًا، أوِ الرَّفْعُ عَلى أنَّهُ مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفُ الخَبَرِ؛ أيْ: ولَكِنَّ عَلَيْهِمْ ذِكْرى. ﴿لَعَلَّهم يَتَّقُونَ﴾؛ أيْ: يَجْتَنِبُونَ الخَوْضَ حَياءً، أوْ كَراهَةً لِمَساءَتِهِمْ، وقَدْ جُوِّزَ كَوْنُ الضَّمِيرِ لِلْمَوْصُولِ؛ أيْ: يُذَكِّرُوهم رَجاءَ أنْ يَثْبُتُوا عَلى تَقْواهم، أوْ يَزْدادُوها.(p-148)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب