﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ أيْ: فَأُقْسِمُ و"لا" مَزِيدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لِئَلا يَعْلَمَ﴾ أوْ "فَلَأنا أُقْسِمُ" فَحَذَفَ المُبْتَدَأ وأشْبَعَ فَتْحَةَ لامِ الِابْتِداءِ ويُعَضِّدُهُ قِراءَةُ مَن قَرَأ "فَلْأُقْسِمْ" أوْ فَلا رادَّ لِكَلامٍ يُخالِفُ المُقْسَمَ عَلَيْهِ، وأمّا ما قِيلَ مِنَ المَعْنى فَلا أُقْسِمُ إذِ الأمْرُ أوْضَحُ مِن أنْ يَحْتاجَ إلى قَسَمٍ فَيَأْباهُ تَعْيِينُ المُقْسَمِ بِهِ وتَفْخِيمُ شَأْنِ القَسَمِ بِهِ.
﴿بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ أيْ: بِمَساقِطِها وهي مَغارِبُها وتَخْصِيصُها بِالقَسَمِ لِما في غُرُوبِها مِن زَوالِ أثَرِها، والدَّلالَةِ عَلى وُجُودِ مُؤَثِّرٍ دائِمٍ لا يَتَغَيَّرُ أوْ لِأنَّ ذَلِكَ وقْتُ قِيامِ المُتَهَجِّدِينَ والمُبْتَهِلِينَ إلَيْهِ تَعالى وأوانُ نُزُولِ الرَّحْمَةِ والرِّضْوانِ عَلَيْهِمْ أوْ بِمَنازِلِها ومَجارِيها فَإنَّ لَهُ تَعالى في ذَلِكَ مِنَ الدَّلِيلِ عَلى عِظَمِ قدرته وكَمالِ حِكْمَتِهِ ما لا يُحِيطُ بِهِ البَيانُ، وقِيلَ: النُّجُومُ: نُجُومُ القرآن ومَواقِعُها أوْقاتُ نُزُولِها.
{"ayah":"۞ فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَوَ ٰقِعِ ٱلنُّجُومِ"}