الباحث القرآني

﴿ها أنْتُمْ هَؤُلاءِ﴾ أيْ: أنْتُمْ أيُّها المُخاطَبُونَ. (p-103)هَؤُلاءِ المَوْصُوفُونَ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا في سَبِيلِ اللَّهِ﴾ اسْتِئْنافٌ مُقَرِّرٌ لِذَلِكَ أوْ صِلَةٌ لِـ"هَؤُلاءِ" عَلى أنَّهُ بِمَعْنى الَّذِينَ أيْ: ها أنْتُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ، فَفِيهِ تَوْبِيخٌ عَظِيمٌ وتَحْقِيرٌ مِن شَأْنِهِمْ والإنْفاقُ في سَبِيلِ اللَّهِ يَعُمُّ نَفَقَةَ الغَزْوِ والزَّكاةَ وغَيْرَهُما. ﴿فَمِنكم مَن يَبْخَلُ﴾ أيْ: ناسٌ يَبْخَلُونَ وهو في حَيِّزِ الدَّلِيلِ عَلى الشَّرْطِيَّةِ السّابِقَةِ. ﴿وَمَن يَبْخَلْ فَإنَّما يَبْخَلْ عَنْ نَفْسِهِ﴾ فَإنَّ كُلًّا مِن نَفْعِ الإنْفاقِ وضَرَرِ البُخْلِ عائِدٌ عَلَيْهِ والبُخْلُ يُسْتَعْمَلُ بِـ"عَنْ" و"عَلى" لِتَضَمُّنِهِ مَعْنى الإمْساكِ والتَّعَدِّي. ﴿واللَّه الغَنِيّ﴾ دُونَ مَن عَداهُ. ﴿وَأنْتُمُ الفُقَراءُ﴾ فَما يَأْمُرُكم بِهِ لِاحْتِياجِكم إلى ما فِيهِ مِنَ المَنافِعِ فَإنِ امْتَثَلْتُمْ فَلَكم وإنْ تَوَلَّيْتُمْ فَعَلَيْكم. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَإنْ تَتَوَلَّوْا﴾ عَطْفٌ عَلى ﴿وَإنْ تُؤْمِنُوا﴾ أيْ: وإنْ تُعْرِضُوا عَنِ الإيمانِ والتَّقْوى. ﴿يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ يُخْلِفْ مَكانَكم قَوْمًا آخَرِينَ. ﴿ثُمَّ لا يَكُونُوا أمْثالَكُمْ﴾ في التَّوَلِّي عَنِ الإيمانِ والتَّقْوى بَلْ يَكُونُوا راغِبِينَ فِيهِما. قِيلَ: هُمُ الأنْصارُ. وقِيلَ: هُمُ المَلائِكَةُ. وقِيلَ: هم أهْلُ فارِسَ لِما «رُوِيَ أنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ و السَّلامُ سُئِلَ عَنِ القَوْمِ وكانَ سُلَيْمانُ إلى جَنْبِهِ فَضَرَبَ عَلى فَخِذِهِ فَقالَ: "هَذا وقَوْمُهُ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كانَ الإيمانُ مَنُوطًا بِالثُّرَيّا لَتَناوَلَهُ رِجالٌ مِن فارِسَ".» وقِيلَ: العَجَمُ. وقِيلَ: الرُّومُ. عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ « " مَن قَرَأ سُورَةَ مُحَمَّدٍ كانَ حَقًّا عَلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ أنْ يَسْقِيَهُ مِن أنْهارِ الجَنَّةِ".»
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب