الباحث القرآني

﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ حِكايَةٌ لِبَعْضٍ آخَرَ مِن أقاوِيلِهِمُ الباطِلَةِ في حَقِّ القرآن العَظِيمِ والمُؤْمِنِينَ بِهِ أيْ: قالَ كُفّارُ مَكَّةَ. ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ أيْ: لِأجْلِهِمْ. ﴿لَوْ كانَ﴾ أيْ: ما جاءَ بِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِنَ القرآن والدِّينِ. ﴿خَيْرًا ما سَبَقُونا إلَيْهِ﴾ فَإنَّ مَعالِيَ الأُمُورِ لا يَنالُها أيْدِي الأراذِلِ وهم سُقّاطُ عامَّتِهِمْ فُقَراءُ ومَوالٍ ورُعاةٌ قالُوهُ زَعْمًا مِنهم أنَّ الرِّياسَةَ الدِّينِيَّةَ مِمّا يُنالُ بِأسْبابٍ دُنْيَوِيَّةٍ كَما قالُوا: لَوْلا نُزِّلَ هَذا القرآن عَلى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ، وزَلَّ عَنْهم أنَّها مَنُوطَةٌ بِكِمالاتٍ نَفْسانِيَّةٍ ومَلَكاتٍ رُوحانِيَّةٍ مَبْناها الإعْراضُ عَنْ زَخارِفِ الدُّنْيا الدَّنِيئَةِ والإقْبالُ عَلى الآخِرَةِ بِالكُلِّيَّةِ وأنَّ مَن فازَ بِها فَقَدْ حازَها بِحَذافِيرِها ومَن حُرِمَها فَما لَهُ مِنها مِن خَلاقٍ. وقِيلَ: قالَهُ بَنُو عامِرٍ وغَطَفانُ وأسَدٌ وأشْجَعُ لَمّا أسْلَمَ جُهَيْنَةُ ومُزَيْنَةُ وأسْلَمُ وغِفارٌ. وقِيلَ: قالَتْهُ اليَهُودُ حِينَ أسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ وأصْحابُهُ ويَأْباهُ أنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ولا بُدَّ حِينَئِذٍ مِنَ الِالتِجاءِ إلى ادِّعاءِ أنَّ الآيَةَ نَزَلَتْ بِالمَدِينَةِ. ﴿وَإذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ﴾ ظَرْفٌ لِمَحْذُوفٍ يَدُلَّ عَلَيْهِ ما قَبْلَهُ ويَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ ما بَعْدَهُ أيْ: وإذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِالقرآن قالُوا ما قالُوا. ﴿فَسَيَقُولُونَ﴾ غَيْرَ مُكْتَفِينَ بِنَفْيِ خَيْرِيَّتِهِ. ﴿هَذا إفْكٌ قَدِيمٌ﴾ كَما قالُوا: أساطِيرُ الأوَّلِينَ. وقِيلَ: المَحْذُوفُ ظَهَرَ عِنادُهم ولَيْسَ بِذاكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب