الباحث القرآني

﴿وَمن آياته خَلْقُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ عَلى ما هُما مِن تَعاجِيبِ الصَّنائِعِ فَإنَّها بِذاتِها وصِفاتِها تَدُلُّ عَلى شُئُونِهِ العَظِيمَةِ. ﴿وَما بَثَّ فِيهِما﴾ عَطْفٌ عَلى السَّمَواتِ أوِ الخَلْقِ. ﴿مِن دابَّةٍ﴾ مِن حَيٍّ، عَلى إطْلاقِ اسْمِ المُسَبَّبِ عَلى السَّبَبِ أوْ مِمّا يَدِبُّ عَلى الأرْضِ فَإنَّ ما يَخْتَصُّ بِأحَدِ الشَّيْئَيْنِ المُتَجاوِرَيْنِ يَصِحُّ نِسْبَتُهُ إلَيْهِما كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ﴾ وإنَّما يَخْرُجُ مِنَ المِلْحِ، وقَدْ جُوِّزَ أنْ يَكُونَ لِلْمَلائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ مَشْيٌ مَعَ الطَّيَرانِ فَيُوصَفُوا بِالدَّبِيبِ وأنْ يَخْلُقَ اللَّهُ في السَّماءِ حَيَوانًا يَمْشُونَ فِيها مَشْيَ الأناسِيِّ عَلى الأرْضِ كَما يُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ . وقَدْ رُوِيَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: « "فَوْقَ السَّماءِ السّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أسْفَلِهِ وأعْلاهُ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمانِيَةُ أوْعالٍ بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وأظْلافِهِنَّ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ العَرْشُ العَظِيمُ.» ﴿وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ﴾ أيْ: حَشْرِهِمْ بَعْدَ البَعْثِ لِلْمُحاسَبَةِ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إذا يَشاءُ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِما قَبْلَهُ لا بِقَوْلِهِ تَعالى: (p-33)﴿قَدِيرٌ﴾ فَإنَّ المُقَيَّدَ بِالمَشِيئَةِ جَمْعُهُ تَعالى لا قدرته وإذا عِنْدَ كَوْنِها بِمَعْنى الوَقْتِ كَما تَدْخُلُ الماضِيَ تَدْخُلُ المُضارِعَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب