الباحث القرآني

﴿وَما اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ﴾ حِكايَةٌ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِلْمُؤْمِنِينَ أيْ: وما خالَفَكُمُ الكُفّارُ فِيهِ مِن أُمُورِ الدِّينِ فاخْتَلَفْتُمْ أنْتُمُ وهم. ﴿مُحْكَمَةٌ﴾ راجِعٌ ﴿إلى اللَّهِ﴾ وهو إثابَةُ المُحِقِّينَ وعِقابُ المُبْطِلِينَ. ﴿ذَلِكُمُ﴾ الحاكِمُ العَظِيمُ الشَّأْنِ. ﴿اللَّهُ رَبِّي﴾ مالِكِي ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ في مَجامِعِ أمُورِي خاصَّةً لا عَلى غَيْرِهِ. ﴿وَإلَيْهِ أُنِيبُ﴾ أرْجِعُ في كُلِّ ما يَعِنُّ لِي مِن مُعْضِلاتِ الأُمُورِ لا إلى أحَدٍ سِواهُ، وحَيْثُ كانَ التَّوَكُّلُ أمْرًا واحِدًا مُسْتَمِرًّا، والإنابَةُ مُتَعَدِّدَةً مُتَجَدِّدَةً حَسَبَ تَجَدُّدِ مَوادِّها، أُوثِرَ في الأوَّلِ صِيغَةُ الماضِي، وفي الثّانِي صِيغَةُ المُضارِعِ. وقِيلَ: وما اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ وتَنازَعْتُمْ في شَيْءٍ مِنَ الخُصُوماتِ فَتَحاكَمُوا فِيهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ولا تُؤْثِرُوا عَلى حُكُومَتِهِ حُكُومَةَ غَيْرِهِ. وقِيلَ: وما اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن تَأْوِيلِ آيَةٍ واشْتَبَهَ عَلَيْكم فارْجِعُوا في بَيانِهِ إلى المُحْكَمِ مِن كِتابِ اللَّهِ والظّاهِرِ مِن سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. وقِيلَ: وما وقَعَ بَيْنَكُمُ الخِلافُ فِيهِ مِنَ العُلُومِ الَّتِي لا تَتَعَلَّقُ بِتَكْلِيفِكم ولا طَرِيقَ لَكم إلى عِلْمِهِ فَقُولُوا اللَّهُ أعْلَمُ كَمَعْرِفَةِ الرُّوحِ، ولا مَساغَ لِحَمْلِ هَذا عَلى الِاجْتِهادِ لِعَدَمِ جَوازِهِ بِحَضْرَةِ الرَّسُولِ ﷺ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب