الباحث القرآني

﴿قُلْ أإنَّكم لَتَكْفُرُونَ﴾ إنْكارٌ وتَشْنِيعٌ لِكُفْرِهِمْ و"إنَّ واللّامَ " إمّا لِتَأْكِيدِ الإنْكارِ، وتَقْدِيمُ الهَمْزَةِ لِاقْتِضائِها الصَّدارَةَ لا لِإنْكارِ التَّأْكِيدِ، وإمّا لِلْإشْعارِ بِأنَّ كُفْرَهم مِنَ البُعْدِ بِحَيْثُ يُنْكِرُ العُقَلاءُ وُقُوعَهُ فَيَحْتاجُ إلى التَّأْكِيدِ وإنَّما عَلَّقَ كُفْرَهم بِالمَوْصُولِ حَيْثُ قِيلَ ﴿بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ في يَوْمَيْنِ﴾ لِتَفْخِيمِ شَأْنِهِ تَعالى واسْتِعْظامِ كُفْرِهِمْ بِهِ أيْ: بِالعَظِيمِ الشَّأْنِ الَّذِي قَدَّرَ وُجُودَها أيْ: حَكَمَ بِأنَّها سَتُوجَدُ في مِقْدارِ يَوْمَيْنِ أوْ في نَوْبَتَيْنِ عَلى أنَّ ما يُوجَدُ في كُلِّ نَوْبَةٍ يُوجَدُ بِأسْرَعَ ما يَكُونُ وإلّا فاليَوْمُ الحَقِيقِيُّ إنَّما يَتَحَقَّقُ بَعْدَ وُجُودِها وتَسْوِيَةِ السَّمَواتِ وإبْداعِ نَيِّراتِها وتَرْتِيبِ حَرَكاتِها. ﴿وَتَجْعَلُونَ لَهُ أنْدادًا﴾ عَطْفٌ عَلى "تَكْفُرُونَ" داخِلٌ في حُكْمِ الإنْكارِ والتَّوْبِيخِ، وجَمَعَ الأنْدادَ بِاعْتِبارِ ما هو الواقِعُ لا بِأنْ يَكُونَ مَدارُ الإنْكارِ هو التَّعَدُّدُ أيْ: وتَجْعَلُونَ لَهُ أنْدادًا والحالُ أنَّهُ لا يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ لَهُ نِدٌّ واحِدٌ. ﴿ذَلِكَ﴾ إشارَةٌ إلى المَوْصُولِ بِاعْتِبارِ اتِّصافِهِ بِما في حَيِّزِ الصِّلَةِ وما فِيهِ مِن مَعْنى البُعْدِ مَعَ قُرْبِ العَهْدِ بِالمُشارِ إلَيْهِ لِلْإيذانِ بِبُعْدِ مَنزِلَتِهِ في العَظَمَةِ، وإفْرادُ الكافِ لِما مَرَّ مِرارًا مِن أنَّ المُرادَ لَيْسَ تَعْيِينَ المُخاطَبِينَ وهو مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ ما بَعْدَهُ أيْ: ذَلِكَ العَظِيمُ الشَّأْنِ الَّذِي فَعَلَ ما ذُكِرَ. ﴿رَبُّ العالَمِينَ﴾ أيْ: خالِقُ جَمِيعِ المَوْجُوداتِ ومُرَبِّيها دُونَ الأرْضِ خاصَّةً فَكَيْفَ يُتَصَّوَرُ أنْ يَكُونَ أخَسُّ مَخْلُوقاتِهِ نِدًّا لَهُ؟
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب