الباحث القرآني

(p-229)﴿إنّا أنْزَلْنا إلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ﴾ رُوِيَ «أنَّ رَجُلًَا مِنَ الأنْصارِ يُقالُ لَهُ طُعْمَةُ بْنُ أُبَيْرِقَ مِن بَنِي ظَفَرٍ سَرَقَ دِرْعًَا مِن جارِهِ قَتادَةَ بْنِ النُّعْمانِ في جِرابِ دَقِيقٍ فَجَعَلَ الدَّقِيقُ يَنْتَثِرُ مِن خَرْقٍ فِيهِ فَخَبَّأها عِنْدَ زَيْدِ بْنِ السَّمِينِ اليَهُودِيِّ فالتُمِسَتِ الدِّرْعُ عِنْدَ طُعْمَةَ فَلَمْ تُوجَدْ وحَلَفَ ما أخَذَها وما لَهُ بِها عِلْمٌ فَتَرَكُوهُ واتَّبَعُوا أثَرَ الدَّقِيقِ حَتّى انْتَهى إلى مَنزِلِ اليَهُودِيِّ فَأخَذُوها فَقالَ: دَفَعَها إلَيَّ طُعْمَةُ وشَهِدَ لَهُ ناسٌ مِنَ اليَهُودِ فَقالَتْ بَنُو ظَفَرٍ: انْطَلِقُوا بِنا إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَسَألُوهُ أنْ يُجادِلَ عَنْ صاحِبِهِمْ وشَهِدُوا بِبَراءَتِهِ وسَرِقَةِ اليَهُودِيِّ فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنْ يَفْعَلَ فَنَزَلَتْ.» ورُوِيَ «أنَّ طُعْمَةَ هَرَبَ إلى مَكَّةَ وارْتَدَّ ونَقَبَ حائِطًَا بِمَكَّةَ لِيَسْرِقَ أهْلَهُ فَسَقَطَ الحائِطُ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ. وقِيلَ: نَزَلَ عَلى رَجُلٍ مِن بَنِي سُلَيْمَ مِن أهْلِ مَكَّةَ يُقالُ لَهُ الحَجّاجُ بْنُ عِلاطٍ فَنَقَبَ بَيْتَهُ فَسَقَطَ عَلَيْهِ حَجَرٌ فَلَمْ يَسْتَطِعِ الدُّخُولَ ولا الخُرُوجَ فَأُخِذَ لِيُقْتَلَ فَقِيلَ: دَعْهُ فَإنَّهُ قَدْ لَجَأ إلَيْكَ فَتَرَكَهُ وأخْرَجُوهُ مِن مَكَّةَ فالتَحَقَ بِتُجّارٍ مِن قُضاعَةَ نَحْوَ الشّامِ فَنَزَلُوا مَنزِلًَا فَسَرَقَ بَعْضَ مَتاعِهِمْ وهَرَبَ فَأخَذُوهُ ورَجَمُوهُ بِالحِجارَةِ حَتّى قَتَلُوهُ وقِيلَ: إنَّهُ رَكِبَ سَفِينَةً إلى جِدَّةَ فَسَرَقَ فِيها كِيسًَا فِيهِ دَنانِيرُ فَأُخِذَ وأُلْقِيَ في البَحْرِ.» ﴿لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أراكَ اللَّهُ﴾ أيْ: بِما عَرَّفَكَ وأوْحى بِهِ إلَيْكَ. ﴿وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ﴾ أيْ: لِأجْلِهِمْ والذَّبِّ عَنْهم وهم طُعْمَةُ ومَن يُعِينُهُ مِن قَوْمِهِ أوْ هو ومَن يَسِيرُ بِسِيرَتِهِ. ﴿خَصِيمًا﴾ مُخاصِمًَا لِلْبُرَآءِ، أيْ: تُخاصِمُ اليَهُودَ لِأجْلِهِمْ والنَّهْيُ مَعْطُوفٌ عَلى أمْرٍ يَنْسَحِبُ عَلَيْهِ النَّظْمُ الكَرِيمُ كَأنَّهُ قِيلَ: فاحْكم بِهِ ولا تَكُنْ إلَخْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب