الباحث القرآني

﴿إنْ تَكْفُرُوا﴾ بِهِ تَعالى بَعْدَ مُشاهَدَةِ ما ذُكِرَ مِن فُنُونِ نَعْمائِهِ، ومَعْرِفَةِ شُؤُونِهِ العَظِيمَةِ المُوجِبَةِ لِلْإيمانِ والشُّكْرِ. ﴿فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾ أيْ: فاعْلَمُوا أنَّهُ تَعالى غَنِيٌّ عَنْ إيمانِكم وشُكْرِكُمْ، غَيْرُ مُتَأثِّرٍ مِنِ انْتِفائِهِما. ﴿وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الكُفْرَ﴾ أيْ: عَدَمُ رِضاهُ بِكُفْرِ عِبادِهِ لِأجْلِ مَنفَعَتِهِمْ، ودَفْعِ مَضَرَّتِهِمْ رَحْمَةً عَلَيْهِمْ، لا لِتَضَرُّرِهِ تَعالى بِهِ. ﴿وَإنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ أيْ: يَرْضَ الشُّكْرَ لِأجْلِكم ومَنفَعَتِكُمْ؛ لِأنَّهُ سَبَبٌ لِفَوْزِكم بِسَعادَةِ الدّارَيْنِ، لا لِانْتِفاعِهِ تَعالى بِهِ. وإنَّما قِيلَ: لِعِبادِهِ لا لَكم لِتَعْمِيمِ الحُكْمِ، وتَعْلِيلِهِ بِكَوْنِهِمْ عِبادَهُ تَعالى. وقُرِئَ بِإسْكانِ الهاءِ. ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ بَيانٌ لِعَدَمِ سَرايَةِ كُفْرِ الكافِرِ إلى غَيْرِهِ أصْلًا، أيْ: لا تَحْمِلُ نَفْسٌ حامِلَةٌ لِلْوِزْرِ حَمْلَ نَفْسٍ أُخْرى. ﴿ثُمَّ إلى رَبِّكم مَرْجِعُكُمْ﴾ بِالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ. ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ﴾ عِنْدَ ذَلِكَ ﴿بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أيْ: كُنْتُمْ تَعْمَلُونَهُ في الدُّنْيا مِن أعْمالِ الكُفْرِ والإيمانِ، أيْ: يُجازِيكم بِذَلِكَ ثَوابًا وعِقابًا. ﴿إنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ أيْ: بِمُضْمَراتِ القُلُوبِ، فَكَيْفَ بِالأعْمالِ الظّاهِرَةِ ؟ ! وهو تَعْلِيلٌ لِلتَّنْبِئَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب