﴿إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ﴾ جَوابٌ لِلْقَسَمِ، والجُمْلَةُ لِرَدِّ إنْكارِ الكَفَرَةِ بِقَوْلِهِمْ في حَقِّهِ ﷺ: لَسْتَ مُرْسَلًا، وهَذِهِ الشَّهادَةُ مِنهُ - عَزَّ وجَلَّ - مِن جُمْلَةِ ما أُشِيرَ إلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعالى في جَوابِهِمْ: ﴿قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وبَيْنَكُمْ﴾ وفي تَخْصِيصِ القرآن بِالإقْسامِ بِهِ أوَّلًا وبِوَصْفِهِ بِالحَكِيمِ ثانِيًا تَنْوِيهٌ بِشَأْنِهِ، وتَنْبِيهٌ عَلى أنَّهُ كَما يَشْهَدُ بِرِسالَتِهِ ﷺ مِن حَيْثُ نَظْمُهُ المُعْجِزُ المُنْطَوِي عَلى بَدائِعِ الحِكَمِ يَشْهَدُ بِها مِن هَذِهِ الحَيْثِيَّةِ أيْضًا؛ لِما أنَّ الإقْسامَ بِالشَّيْءِ (p-159)اسْتِشْهادٌ بِهِ عَلى تَحَقُّقِ مَضْمُونِ الجُمْلَةِ القَسَمِيَّةِ، وتَقْوِيَةٌ لِثُبُوتِهِ فَيَكُونُ شاهِدًا بِهِ ودَلِيلًا عَلَيْهِ قَطْعًا.
وَقَوْلُهُ تَعالى:
{"ayah":"إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ"}