﴿أوَلَمْ يَسِيرُوا في الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ اسْتِشْهادٌ عَلى ما قَبْلَهُ مِن جَرَيانِ سُنَّتِهِ تَعالى عَلى تَعْذِيبِ المُكَذِّبِينَ بِما يُشاهِدُونَهُ (p-157)فِي مَسايِرِهِمْ إلى الشّامِ واليَمَنِ والعِراقِ مِن آثارِ دَمارِ الأُمَمِ الماضِيَةِ العاتِيَةِ، والهَمْزَةُ لِلْإنْكارِ والنَّفْيِ، والواوُ لِلْعَطْفِ عَلى مُقَدَّرٍ يَلِيقُ بِالمَقامِ، أيْ: أقَعَدُوا في مَساكِنِهِمْ، و"لَمْ يَسِيرُوا في الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ" ﴿وَكانُوا أشَدَّ مِنهم قُوَّةً﴾ وأطْوَلَ أعْمارًا فَما نَفَعَهم طُولُ المَدى، وما أغْنى عَنْهم شِدَّةُ القُوى، ومَحَلُّ الجُمْلَةِ النَّصْبُ عَلى الحالِيَّةِ، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ﴾ أيْ: لِيَسْبِقَهُ ويَفُوتَهُ ﴿فِي السَّماواتِ ولا في الأرْضِ﴾ اعْتِراضٌ مُقَرِّرٌ لِما يُفْهَمُ مِمّا قَبْلَهُ مِنِ اسْتِئْصالِ الأُمَمِ السّالِفَةِ، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّهُ كانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾ أيْ: مُبالِغًا في العِلْمِ والقُدْرَةِ، ولِذَلِكَ عَلِمَ بِجَمِيعِ أعْمالِهِمُ السَّيِّئَةِ فَعاقَبَهم بِمُوجِبِها تَعْلِيلٌ لِذَلِكَ.
{"ayah":"أَوَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَكَانُوۤا۟ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةࣰۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعۡجِزَهُۥ مِن شَیۡءࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِیمࣰا قَدِیرࣰا"}