﴿جَنّاتُ عَدْنٍ﴾ إمّا بَدَلٌ مِنَ ﴿ (الفَضْلُ الكَبِيرُ)﴾ بِتَنْزِيلِ السَّبَبِ مَنزِلَةَ المُسَبَّبِ، أوْ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ ﴿يَدْخُلُونَها﴾ وعَلى الأوَّلِ هو مُسْتَأْنَفٌ، وجُمِعَ الضَّمِيرُ؛ لِأنَّ المُرادَ بِالسّابِقِ الجِنْسُ، وتَخْصِيصُ حالِ السّابِقِينَ ومَآلِهِمْ بِالذِّكْرِ، والسُّكُوتُ عَنِ الفَرِيقَيْنِ الآخَرَيْنِ - وإنْ لَمْ يَدُلَّ عَلى حِرْمانِهِما مِن دُخُولِ الجَنَّةِ مُطْلَقًا - لَكِنَّ فِيهِ تَحْذِيرًا لَهُما مِنَ التَّقْصِيرِ، وتَحْرِيضًا عَلى السَّعْيِ في إدْراكِ شَأْنِ السّابِقِينَ.
وَقُرِئَ: (جَنّاتِ عَدْنٍ) و (جَنَّةَ عَدْنٍ) عَلى النَّصْبِ بِفِعْلٍ يُفَسِّرُهُ الظّاهِرُ، وقُرِئَ: (يُدْخَلُونَها) عَلى البِناءِ لِلْمَفْعُولِ ﴿يُحَلَّوْنَ فِيها﴾ خَبَرٌ ثانٍ، أوْ حالٌ مُقَدَّرَةٌ، وقُرِئَ: (يَحْلُونَ) مِن حَلِيَتِ المَرْأةُ فَهي حالِيَةٌ ﴿مِن أساوِرَ﴾ هي جَمْعُ أسْوِرَةٍ جَمْعِ سِوارٍ ﴿مِن ذَهَبٍ﴾ (مِن) الأُولى تَبْعِيضِيَّةٌ، والثّانِيَةُ بَيانِيَّةٌ، أيْ: يُحَلَّوْنَ بَعْضَ أساوِرَ مِن ذَهَبٍ كَأنَّهُ أفْضَلُ مِن سائِرِ أفْرادِها ﴿وَلُؤْلُؤًا﴾ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلى مَحَلِّ (مِن أساوِرَ) وقُرِئَ بِالجَرِّ عَطْفًا عَلى (ذَهَبٍ) أيْ: مِن ذَهَبٍ مُرَصَّعٍ بِاللُّؤْلُؤِ، أوْ مِن ذَهَبٍ في صَفاءِ اللُّؤْلُؤِ ﴿وَلِباسُهم فِيها حَرِيرٌ﴾ وتَغْيِيرُ الأُسْلُوبِ قَدْ مَرَّ في سُورَةِ الحَجِّ.
{"ayah":"جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا یُحَلَّوۡنَ فِیهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبࣲ وَلُؤۡلُؤࣰاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِیهَا حَرِیرࣱ"}