الباحث القرآني

﴿وَلا تُؤْمِنُوا﴾ أيْ: لا تُقِرُّوا بِتَصْدِيقٍ قَلْبِيٍّ. ﴿إلا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ﴾ أيْ: لِأهْلِ دِينِكم أوْ لا تُظْهِرُوا إيمانَكم وجْهَ النَّهارِ إلّا لِمَن كانَ عَلى دِينِكم مِن قَبْلُ فَإنَّ رُجُوعَهم أرْجى و أهَمُّ. ﴿قُلْ إنَّ الهُدى هُدى اللَّهِ﴾ يَهْدِي بِهِ مَن يَشاءُ إلى الإيمانِ ويُثَبِّتُهُ عَلَيْهِ. ﴿أنْ يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ، أيْ: (p-50)دَبَّرْتُمْ ذَلِكَ و قُلْتُمْ لَأنْ يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أوْ بِلا تُؤْمِنُوا، أيْ: ولا تُظْهِرُوا إيمانَكم بِأنْ يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ إلّا لِأشْياعِكم ولا تُفْشُوهُ إلى المُسْلِمِينَ لِئَلّا يَزِيدَ ثَباتُهُمْ، ولا إلى المُشْرِكِينَ لِئَلّا يَدْعُوهم إلى الإسْلامِ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ إنَّ الهُدى هُدى اللَّهِ﴾ اعْتِراضٌ مُفِيدٌ لِكَوْنِ كَيْدِهِمْ غَيْرَ مُجْدٍ لِطائِلٍ، أوْ خَبَرُ ﴿إنَّ﴾ عَلى إنَّ ﴿هُدى اللَّهِ﴾ بَدَلٌ مِنَ ﴿ "الهُدى".﴾ وقُرِئَ "أأنْ يُؤْتى" عَلى الِاسْتِفْهامِ التَّقْرِيعِيِّ، و هو مُؤَيِّدٌ لِلْوَجْهِ الأوَّلِ، أيْ: ألِأنْ يُؤْتى أحَدٌ إلَخْ دَبَّرْتُمْ. وقُرِئَ "أنْ" عَلى أنَّها نافِيَةٌ فَيَكُونُ مِن كَلامِ الطّائِفَةِ، أيْ: ولا تُؤْمِنُوا إلّا لِمَن تَبِعَ دِينَكم و قُولُوا لَهم ما يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ. ﴿أوْ يُحاجُّوكم عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾ عَطْفٌ عَلى "أنْ يُؤْتى" عَلى الوَجْهَيْنِ الأوَّلَيْنِ، و عَلى الثّالِثِ مَعْناهُ: حَتّى يُحاجُّوكم عِنْدَ رَبِّكم فَيَدْحَضُوا حُجَّتَكُمْ، و "الواوُ" ضَمِيرُ "أحَدٌ" لِأنَّهُ في مَعْنى الجَمْعِ؛ إذِ المُرادُ بِهِ غَيْرُ أتْباعِهِمْ. ﴿قُلْ إنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ رَدٌّ لَهم و إبْطالٌ لِما زَعَمُوهُ بِالحُجَّةِ الباهِرَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب