الباحث القرآني

﴿فَإنْ كَذَّبُوكَ﴾ شُرُوعٌ في تَسْلِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إثْرَ ما أُوحِيَ إلَيْهِ ما يُحْزِنُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِن مَقالاتِ الكَفَرَةِ مِنَ المُشْرِكِينَ واليَهُودِ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ﴾ تَعْلِيلٌ لِجَوابِ الشَّرْطِ، أيْ: فَتَسَلَّ فَقَدْ كُذِّبَ إلَخْ و"مِن" مُتَعَلِّقَةٌ بِ ﴿كُذِّبَ﴾ أوْ بِمَحْذُوفٍ صِفَةٍ لِ ﴿رُسُلٌ﴾، أيْ: كائِنَةٌ مِن قَبْلِكَ. ﴿جاءُوا بِالبَيِّناتِ﴾ أيِ: المُعْجِزاتِ الواضِحاتِ صِفَةً لِ "رُسُلٌ". ﴿والزُّبُرِ﴾ هو جَمْعُ زَبُورٍ، وهو الكِتابُ المَقْصُورُ عَلى الحِكَمِ مِن زَبَرْتَهُ إذا حَسَّنْتَهُ. وقِيلَ: زُبُرُ المَواعِظِ والزَّواجِرِ مِن زَبَرْتَهُ إذا زَجَرْتَهُ. ﴿والكِتابِ المُنِيرِ﴾ قِيلَ: أيِ: التَّوْراةُ والإنْجِيلُ والزَّبُورُ، والكِتابُ في عُرْفِ القرآن ما يَتَضَمَّنُ الشَّرائِعَ والأحْكامَ، ولِذَلِكَ جاءَ الكِتابُ والحِكْمَةُ مُتَعاطِفَيْنِ في عامَّةِ المَواقِعِ. وقُرِئَ "وَبِالزُّبُرِ" بِإعادَةِ الجارِّ دِلالَةً عَلى أنَّها مُغايِرَةٌ بِالذّاتِ (p-123)لِلْبَيِّناتِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب