الباحث القرآني

﴿إنَّ (p-103)الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكم يَوْمَ التَقى الجَمْعانِ﴾ وهُمُ الَّذِينَ انْهَزَمُوا يَوْمَ أُحُدٍ حَسْبَما مَرَّتْ حِكايَتُهم. ﴿إنَّما اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ﴾ أيْ: إنَّما كانَ سَبَبُ انْهِزامِهِمْ أنَّ الشَّيْطانَ طَلَبَ مِنهُمُ الزَّلَلَ. ﴿بِبَعْضِ ما كَسَبُوا﴾ مِنَ الذُّنُوبِ والمَعاصِي الَّتِي هي مُخالَفَةُ أمْرِ النَّبِيِّ ﷺ وتَرْكُ المَرْكَزِ والحِرْصُ عَلى الغَنِيمَةِ أوِ الحَياةِ فَحُرِمُوُا التَّأْيِيدَ وقُوَّةَ القَلْبِ وقِيلَ: اسْتِزْلالُ الشَّيْطانِ تَوَلِّيهِمْ وذَلِكَ بِذُنُوبٍ تَقَدَّمَتْ لَهُمْ، فَإنَّ المَعاصِيَ يَجُرُّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ كالطّاعَةِ. وقِيلَ: اسْتَزَلَّهم بِذُنُوبٍ سَبَقَتْ مِنهم وكَرِهُوُا القَتْلَ قَبْلَ إخْلاصِ التَّوْبَةِ والخُرُوجِ مِنَ المَظْلَمَةِ. ﴿وَلَقَدْ عَفا اللَّهُ عَنْهُمْ﴾ لِتَوْبَتِهِمْ واعْتِذارِهِمْ. ﴿أنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ لِلذُّنُوبِ. ﴿حَلِيمٌ﴾ لا يُعاجِلُ بِعُقُوبَةِ المُذْنِبِ لِيَتُوبَ، والجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِما قَبْلَها عَلى سَبِيلِ التَّحْقِيقِ، وفي إظْهارِ الجَلالَةِ تَرْبِيَةٌ لِلْمَهابَةِ وتَأْكِيدٌ لِلتَّعْلِيلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب