﴿فَكُلا﴾ تَفْسِيرٌ لِما يُنْبِئُ عَنْهُ عَدَمُ سَبْقِهِمْ بِطَرِيقِ الإبْهامِ، أيْ: فَكُلُّ واحِدٍ مِنَ المَذْكُورِينَ ﴿أخَذْنا بِذَنْبِهِ﴾ أيْ: عاقَبْناهُ بِجِنايَتِهِ، لا بَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ، كَما يُشْعِرُ بِهِ تَقْدِيمُ المَفْعُولِ.
﴿فَمِنهم مَن أرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِبًا﴾ تَفْصِيلٌ لِلْأخْذِ، أيْ: رِيحًا عاصِفًا فِيها حَصْباءُ، وقِيلَ: مَلَكًا رَماهم بَهاؤُهم قَوْمُ لُوطٍ.
﴿وَمِنهم مَن أخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ﴾ كَمَدْيَنَ وثَمُودَ.
﴿وَمِنهم مَن خَسَفْنا بِهِ الأرْضَ﴾ كَقارُونَ.
﴿وَمِنهم مَن أغْرَقْنا﴾ كَقَوْمِ نُوحٍ، وفِرْعَوْنَ وقَوْمِهِ.
﴿وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾ بِما فَعَلَ بِهِمْ فَإنَّ ذَلِكَ مُحالٌ مِن جِهَتِهِ تَعالى.
﴿وَلَكِنْ كانُوا أنْفُسَهم يَظْلِمُونَ﴾ بِالِاسْتِمْرارِ عَلى مُباشَرَةِ ما يُوجِبُ ذَلِكَ مِن أنْواعِ الكُفْرِ والمَعاصِي.
{"ayah":"فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِ حَاصِبࣰا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّیۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیَظۡلِمَهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ"}