الباحث القرآني

﴿وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ المَراضِعَ﴾ أيْ: مَنَعْناهُ أنْ يَرْتَضِعَ مِنَ المُرْضِعاتِ، والمَراضِعُ جَمْعُ مُرْضِعٍ، وهي المَرْأةُ الَّتِي تُرْضِعُ، أوْ مُرْضِعٌ، وهو الرَّضاعُ، أوْ مَوْضِعُهُ أعْنِي الثَّدْيَ. ﴿مِن قَبْلُ﴾ أيْ: مِن قَبْلِ قَصِّها أثَرَهُ. ﴿فَقالَتْ﴾ عِنْدَ رُؤْيَتِها لِعَدَمِ قَبُولِهِ الثَّدْيَ، واعْتِناءِ فِرْعَوْنَ بِأمْرِهِ، وطَلَبِهِمْ مَن يَقْبَلُ ثَدْيَها. ﴿هَلْ أدُلُّكم عَلى أهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ﴾ أيْ: لِأجْلِكم. ﴿وَهم لَهُ ناصِحُونَ﴾ لا يُقَصِّرُونَ في إرْضاعِهِ، وتَرْبِيَتِهِ. رُوِيَ أنَّ هامانَ لَمّا سَمِعَهُ مِنها قالَ: إنَّها لَتَعْرِفُهُ، وأهْلَهُ فَخُذُوها حَتّى تُخْبِرَ بِحالِهِ. فَقالَتْ: إنَّما أرَدْتُ، وهم لِلْمَلِكِ ناصِحُونَ فَأمَرَها فِرْعَوْنُ بِأنْ تَأْتِيَ بِمَن يَكْفُلُهُ، فَأتَتْ بِأُمِّهِ. ومُوسى عَلى يَدِ فِرْعَوْنَ يَبْكِي، وهو يُعَلِّلُهُ فَدَفَعَهُ إلَيْها فَلَمّا وجَدَ رِيحَها اسْتَأْنَسَ، والتَقَمَ ثَدْيَها فَقالَ: مَن أنْتِ مِنهُ، فَقَدْ أبى كُلَّ ثَدْيٍ إلّا ثَدْيَكِ؟ فَقالَتْ: إنِّي امْرَأةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ طَيِّبَةُ اللَّبَنِ، لا أُوتى بِصَبِيٍّ إلّا قَبِلَنِي، (p-6)فَقَرَّرَهُ في يَدِها، وأجْرى عَلَيْها فَرَجَعَتْ بِهِ إلى بَيْتِها مِن يَوْمِها، وذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب