الباحث القرآني

﴿وَما أنْتَ بِهادِي العُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ﴾ هِدايَةً مُوَصِّلَةً إلى المَطْلُوبِ كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ﴾ فَإنَّ الِاهْتِداءَ مَنُوطٌ بِالبَصَرِ، و"عَنْ" مُتَعَلِّقَةٌ بِالهِدايَةِ بِاعْتِبارِ تَضَمُّنِهِ مَعْنى الصَّرْفِ، وقِيلَ: بِالعَمى، يُقالُ: عَمى عَنْ كَذا، وفِيهِ بُعْدٌ. وإيرادُ الجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ لِلْمُبالَغَةِ في نَفْيِ الهِدايَةِ. وقُرِئَ: "وَما أنْتَ تَهْدِي العُمْيَ" . ﴿إنْ تُسْمِعُ﴾ أيْ: ما تُسْمِعُ سَماعًا يُجْدِي السّامِعَ نَفْعًا ﴿إلا مَن يُؤْمِنُ بِآياتِنا﴾ أيْ: مِن شَأْنِهِمُ الإيمانُ بِها، وإيرادُ الإسْماعِ في النَّفْيِ والإثْباتِ دُونَ الهِدايَةِ مَعَ قُرْبِها بِأنْ يُقالَ: إنْ تُهْدِي إلّا مَن يُؤْمِنُ ... اِلَخِ، لِما أنَّ طَرِيقَ الهِدايَةِ هو إسْماعُ الآياتِ التَّنْزِيلِيَّةِ. ﴿فَهم مُسْلِمُونَ﴾ تَعْلِيلٌ لِإيمانِهِمْ بَها، كَأنَّهُ قِيلَ: فَإنَّهم مُنْقادُونَ لَلْحَقَّ، وقِيلَ: مُخْلِصُونَ لِلَّهِ تَعالى مِن قَوْلِهِ تَعالى: ﴿بَلى مَن أسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب