الباحث القرآني

﴿قالَ﴾ أيْ: سُلَيْمانُ عَلَيْهِ السَّلامِ، كُرِّرَتِ الحِكايَةُ مَعَ كَوْنِ المَحْكِيِّ سابِقًا ولاحِقًا مِن كَلامِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ تَنْبِيهًا عَلى ما بَيْنَ السّابِقِ واللّاحِقِ مِنَ المُخالَفَةِ، لِما أنَّ الأوَّلَ مِن بابِ الشُّكْرِ لِلَّهِ تَعالى، والثّانِي أمْرٌ لِخَدَمِهِ ﴿نَكِّرُوا لَها عَرْشَها﴾ أيْ: غَيِّرُوا هَيْئَتَهُ بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ. ﴿نَنْظُرْ﴾ بِالجَزْمِ عَلى أنَّهُ جَوابُ الأمْرِ، وقُرِئَ بِالرَّفْعِ عَلى الِاسْتِئْنافِ ﴿أتَهْتَدِي﴾ إلى مَعْرِفَتِهِ، أوْ إلى الجَوابِ اللّائِقِ بِالمَقامِ، وقِيلَ: إلى الإيمان باللَّهِ تَعالى ورَسُولِهِ عِنْدَ رُؤْيَتِها لِتَقَدُّمِ عَرْشِها مِن مَسافَةٍ طَوِيلَةٍ في مُدَّةٍ قَلِيلَةٍ وقَدْ خَلَّفَتْهُ مُغْلِقَةً عَلَيْهِ الأبْوابَ مُوَكَّلَةً عَلَيْهِ الحُرّاسَ والحُجّابَ، (p-288)وَيَأْباهُ تَعْلِيقُ النَّظَرِ المُتَعَلِّقِ بِالِاهْتِداءِ بِالتَّنْكِيرِ، فَإنَّ ذَلِكَ مِمّا لا دَخْلَ فِيهِ لِلتَّنْكِيرِ. ﴿أمْ تَكُونُ﴾ أيْ: بِالنِّسْبَةِ إلى عِلْمِنا ﴿مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ﴾ أيْ: إلى ما ذُكِرَ مِن مَعْرِفَةِ عَرْشِها، أوِ الجَوابِ الصَّوابِ، فَإنَّ كَوْنَها في نَفْسِ الأمْرِ مِنهم وإنْ كانَ أمْرًا مُسْتَمِرًّا لَكِنْ كَوْنُها مِنهم عِنْدَ سُلَيْمانَ عَلَيْهِ السَّلامُ وقَوْمِهِ أمْرٌ حادِثٌ يَظْهَرُ بِالِاخْتِبارِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب