الباحث القرآني

﴿فَتَبَسَّمَ ضاحِكًا مِن قَوْلِها﴾ تَعَجُّبًا مِن حَذَرِها واهْتِدائِها إلى تَدْبِيرِ مَصالِحِها ومَصالِحِ بَنِي نَوْعِها وسُرُورًا بِشُهْرَةِ حالِهِ وحالِ جُنُودِهِ في بابِ التَّقْوى والشَّفَقَةِ فِيما بَيْنَ أصْنافِ المَخْلُوقاتِ الَّتِي هي أبْعَدُها مِن إدْراكِ أمْثالِ هَذِهِ الأُمُورِ، وابْتِهاجًا بِما خَصَّهُ اللَّهُ تَعالى بِهِ مِن إدْراكَ هَمْسِها وفَهْمِ مُرادِها. رُوِيَ أنَّها أحَسَّتْ بِصَوْتِ الجُنُودِ ولا تَعْلَمُ أنَّهم في الهَواءِ فَأمَرَ سُلَيْمانُ عَلَيْهِ السَّلامَ الرِّيحَ فَوَقَفَتْ لِئَلّا يَذْعَرْنَ حَتّى دَخَلْنَ مَساكِنَهُنَّ. ﴿وَقالَ رَبِّ أوْزِعْنِي أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾ أيِ: اجْعَلْنِي أزَعُ شُكْرَ نِعْمَتِكَ عِنْدِي وأكْفِهِ وأرْتَبِطُهُ بِحَيْثُ لا يَنْفَلِتُ عَنِّي حَتّى لا أنْفَكَّ عَنْ شُكْرِكَ أصْلًا. وقُرِئَ بِفَتْحِ ياءِ أوْزِعْنِي. ﴿الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى والِدَيَّ﴾ أُدْرِجَ فِيهِ ذِكْرُهُما تَكْثِيرًا لِلنِّعْمَةِ، فَإنَّ الإنْعامَ عَلَيْهِما إنْعامٌ عَلَيْهِ مُسْتَوْجِبٌ لِلشُّكْرِ. ﴿وَأنْ أعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ﴾ إتْمامًا لِلشُّكْرِ واسْتِدامَةً لِلنِّعْمَةِ ﴿وَأدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحِينَ﴾ في جُمْلَتِهِمُ الجَنَّةَ الَّتِي هي دارُ الصّالِحِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب