الباحث القرآني

﴿وَأنَّهم يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ﴾ مِنَ الأفاعِيلِ غَيْرَ مُبالِينَ بِما يَسْتَتْبِعُهُ مِنَ اللَّوائِمِ فَكَيْفَ يُتَوَهَّمُ أنْ يَتْبَعَهم في مَسْلَكِهِمْ ذَلِكَ ويَلْتَحِقَ بِهِمْ ويَنْتَظِمَ في سَلْكِهِمْ مَن تَنَـزَّهَتْ ساحَتُهُ عَنْ أنْ يَحُومَ حَوْلَها شائِبَةُ الِاتِّصافِ بِشَيْءٍ مِنَ الأُمُورِ المَذْكُورَةِ واتَّصَفَ بِمَحاسِنَ الصِّفاتِ الجَلِيلَةِ وتَخَلَّقَ بِمَكارِمِ الأخْلاقِ الجَمِيلَةِ وحازَ جَمِيعَ الكَمالاتِ القُدْسِيَّةِ وفازَ بِجُمْلَةِ المَلِكاتِ الِإنْسِيَّةِ مُسْتَقَرًّا عَلى المِنهاجِ القَوِيمِ مُسْتَمِرًّا عَلى الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ ناطِقًا بِكُلِّ أمْرٍ رَشِيدٍ داعِيًا إلى صِراطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ مُؤَيِّدًا بِمُعْجِزاتٍ قاهِرَةٍ وآياتٍ ظاهِرَةٍ مَشْحُونَةٍ بِفُنُونِ الحُكْمِ الباهِرَةِ وصُنُوفِ المَعارِفِ الزّاهِرَةِ مُسْتَقِلَّةً بِنَظْمٍ رائِقٍ أعْجَزَ كُلَّ مِنطِيقٍ ماهِرٍ وبَكَّتَ كُلَّ مُفْلِقٍ ساحِرٍ. هَذا وقَدْ قِيلَ في تَنْـزِيهِهِ ﷺ عَنْ أنْ يَكُونَ مِنَ الشُّعَراءِ أنَّ أتْباعَ الشُّعَراءِ الغاوُونَ وأتْباعَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَيْسُوا كَذَلِكَ، ولا رَيْبَ في أنَّ تَعْلِيلَ عَدَمِ كَوْنِهِ ﷺ مِنهم بِكَوْنِ أتْباعِهِ ﷺ غَيْرَ غاوِينَ مِمّا لا يَلِيقُ بِشَأْنِهِ العالِي. وقِيلَ: الغاوُونَ: الرّاوُونَ، وقِيلَ: الشَّياطِينُ، وقِيلَ: هم شُعَراءُ قُرَيْشٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزَّبَعْرى، وهُبَيْرَةُ بْنُ أبِي وهْبٍ المَخْزُومِيُّ، ومُسافِعُ بْنُ عَبْدِ مَنافٍ، وأبُو عَزَّةَ الجُمَحِيُّ، ومِن ثَقِيفٍ: أُمَيَّةُ بْنُ أبِي الصَّلْتِ، قالُوا: نَحْنُ نَقُولُ مِثْلَ قَوْلِ مُحَمَّدٍ ﷺ . وقُرِئَ: "والشُّعَراءُ" بِالنَّصْبِ عَلى إضْمارِ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ الظّاهِرُ. وقُرِئَ: "يَتْبَعُهُمْ" عَلى التَّخْفِيفِ، و"يَتْبَعْهُمْ" بِسُكُونِ العَيْنِ تَشْبِيهًا لِبَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب