الباحث القرآني

﴿أُولَئِكَ﴾ إشارَةٌ إلى المُتَّصِفِينَ بِما فَصَلَ في حِينِ صِلَةِ المَوْصُولاتِ الثَّمانِيَةِ مِن حَيْثُ اتِّصافُهم بِهِ، وفِيهِ دَلالَةٌ عَلى أنَّهم مُتَمَيِّزُونَ بِذَلِكَ أكْمَلَ تَمَيُّزٍ، مُنْتَظِمُونَ بِسَبَبِهِ في سِلْكَ الأُمُورِ المُشاهَدَةِ، وما فِيهِ مِن مَعْنى البُعْدِ لِلْإيذانِ بِبُعْدِ مَنـزِلَتِهِمْ في الفَضْلِ، وهو مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ﴾ والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَها مِنَ الإعْرابِ مُبَيِّنَةٌ لِما لَهم في الآخِرَةِ مِنَ السَّعادَةِ الأبَدِيَّةِ إثْرَ بَيانِ ما لَهم في الدُّنْيا مِنَ الأعْمالِ السَّنِيَّةِ. والغُرْفَةُ: الدَّرَجَةُ العالِيَةُ مِنَ المَنازِلِ وكُلُّ بِناءٍ (p-232) مُرْتَفَعٍ عالٍ، أيْ: يُثابُونَ أعْلى مَنازِلِ الجَنَّةِ، وهي اسْمُ جِنْسٍ أُرِيدَ بِهِ الجَمْعُ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَهم في الغُرُفاتِ آمِنُونَ﴾، وقِيلَ: هي اسْمٌ مِن أسْماءِ الجَنَّةِ. ﴿بِما صَبَرُوا﴾ أيْ: بِصَبْرِهِمْ عَلى المَشاقِّ مِن مَضَضِ الطّاعاتِ ورَفْضِ الشَّهَواتِ وتَحَمُّلِ المُجاهَداتِ ﴿وَيُلَقَّوْنَ فِيها﴾ مِن جِهَةِ المَلائِكَةِ ﴿تَحِيَّةً وسَلامًا﴾ أيْ: يُحَيِّيهِمُ المَلائِكَةُ ويَدْعُونَ لَهم بِطُولِ الحَياةِ والسَّلامَةِ مِنَ الآفاتِ، أوْ يُعْطُونَ التَّبْقِيَةَ والتَّخْلِيدَ مَعَ السَّلامَةِ مِن كُلِّ آفَةٍ، وقِيلَ: يُحَيِّي بَعْضُهم بَعْضًا ويُسَلِّمُ عَلَيْهِ. وقُرِئَ: "يَلْقَوْنَ" مِن لَقِيَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب