﴿قُلْ﴾ لَهم ﴿ما أسْألُكم عَلَيْهِ﴾ أيْ: عَلى تَبْلِيغِ الرِّسالَةِ الَّذِي يُنْبِئُ عَنْهُ الإرْسالُ ﴿مِن أجْرٍ﴾ مِن جِهَتِكم ﴿إلا مَن شاءَ أنْ يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلا﴾ أيِ: إلّا فِعْلَ مَن يُرِيدُ أنْ يَتَقَرَّبَ إلَيْهِ تَعالى ويَطْلُبَ الزُّلْفى عِنْدَهُ بِالإيمانِ والطّاعَةِ حَسَبَما أدْعُوهم إلَيْهِما، فَصَوَّرَ ذَلِكَ بِصُورَةِ الأجْرِ مِن حَيْثُ إنَّهُ مَقْصُودُ الإتْيانِ بِهِ، واسْتَثْنى مِنهُ قَلْعًا كُلِّيًّا لِشائِبَةِ الطَّمَعِ وإظْهارًا لِغايَةِ الشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ حَيْثُ جَعَلَ ذَلِكَ مَعَ كَوْنِ نَفْعِهِ عائِدًا إلَيْهِمْ عائِدًا إلَيْهِ ﷺ، وقِيلَ: الِاسْتِثْناءُ مُنْقَطِعٌ، أيْ: لَكِنْ مَن شاءَ أنْ يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلًا فَلْيَفْعَلْ.
{"ayah":"قُلۡ مَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍ إِلَّا مَن شَاۤءَ أَن یَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِیلࣰا"}