الباحث القرآني

﴿لِنُحْيِيَ بِهِ﴾ أيْ: بِما أنْزَلْنا مِنَ الماءِ الطَّهُورِ ﴿بَلْدَةً مَيْتًا﴾ بِإنْباتِ النَّباتِ، والتَّذْكِيرُ لِأنَّ البَلْدَةَ بِمَعْنى البَلَدِ، ولِأنَّهُ غَيْرُ جارٍ عَلى الفِعْلِ كَسائِرِ أبْنِيَةِ المُبالَغَةِ فَأُجْرِيَ مُجْرى الجامِدِ، والمُرادُ بِهِ: القِطْعَةُ مِنَ الأرْضِ عامِرَةً كانَتْ أوْ غامِرَةً. ﴿وَنُسْقِيَهُ﴾ أيْ: ذَلِكَ الماءُ الطَّهُورُ عِنْدَ جَرَيانِهِ في الأوْدِيَةِ أوِ اجْتِماعِهِ في الحِياضِ والمَنافِعِ أوِ الآبارِ. ﴿مِمّا خَلَقْنا أنْعامًا وأناسِيَّ كَثِيرًا﴾ أيْ: أهْلَ البَوادِي الَّذِينَ يَعِيشُونَ بِالحَيا ولِذَلِكَ نَكَّرَ الأنْعامَ والأناسِيَّ، وتَخْصِيصُهم بِالذِّكْرِ لِأنَّ أهْلَ القُرى والأمْصارِ يُقِيمُونَ بِقُرْبِ الأنْهارِ والمَنابِعُ، فَهم وبِما لَهم مِنَ الأنْعامِ غَنِيَّةٌ عَنْ سُقِيا السَّماءِ، وسائِرُ الحَيَواناتِ تَبْعُدُ في طَلَبِ الماءِ فَلا يُعْوِزُها الشُّرْبُ غالِبًا مَعَ أنَّ مَساقَ الآياتِ الكَرِيمَةِ كَما هو لِلدَّلالَةِ عَلى عِظَمِ القُدْرَةِ فَهو لِتِعْدادِ أنْواعِ النِّعْمَةِ، والأنْعامُ حَيْثُ كانَتْ قُنْيَةً لِلْإنْسانِ وعامَّةً مَنافِعَهم ومَعايِشَهم مَنُوطَةٌ بِها قُدِّمَ سَقْيُها عَلى سَقْيِهِمْ كَما قُدِّمَ عَلَيْها إحْياءُ الأرْضِ فَإنَّهُ سَبَبٌ لِحَياتِها وتَعَيُّشِها. وقُرِئَ: "نُسْقِيهِ"، وأسْقى وسَقى لُغَتانِ. وقِيلَ: أسْقاهُ: جُعِلَ لَهُ سُقِيا. و"أناسِيَّ" جَمْعُ إنْسِيٍّ، أوْ إنْسانٍ، كَظَرابِيِّ في ظَرْبانٍ عَلى أنَّ أصْلَهُ أناسِينَ فَقُلِبَتْ نُونُهُ ياءً. وقُرِئَ: أناسِيَ بِالتَّخْفِيفِ بِحَذْفِ ياءِ أفاعِيلَ كَأناعِمَ في أناعِيمَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب