الباحث القرآني

﴿أرَأيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ﴾ تَعْجِيبٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِن شَناعَةِ حالِهِمْ بَعْدَ حِكايَةِ قَبائِحِهِمْ مِنَ الأقْوالِ (p-221)والأفْعالِ وبَيانِ ما لَهم مِنَ المَصِيرِ والمَآلِ، وتَنْبِيهٌ عَلى أنَّ ذَلِكَ مِنَ الغَرابَةِ بِحَيْثُ يَجِبُ أنْ يَرى ويَتَعَجَّبَ مِنهُ. و"إلَهَهُ" مَفْعُولٌ ثانٍ لِاتَّخَذَ قُدِّمَ عَلى الأوَّلِ لِلِاعْتِناءِ بِهِ لِأنَّهُ الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهِ أمْرُ التَّعَجُّبِ ومَن تَوَهَّمَ أنَّهُما عَلى التَّرْتِيبِ بِناءً عَلى تَساوِيهِما في التَّعْرِيفِ فَقَدْ زَلَّ مِنهُ أنَّ المَفْعُولَ الثّانِيَ في هَذا البابِ هو المُتَلَبِّسُ بِالحالَةِ الحادِثَةِ، أيْ: أرَأيْتَ مَن جَعَلَ هَواهُ إلَهًا لِنَفْسِهِ مِن غَيْرِ أنْ يُلاحَظَ وبَنى عَلَيْهِ أمْرَ دِينِهِ مُعْرِضًا عَنِ اسْتِماعِ الحُجَّةِ الباهِرَةِ والبُرْهانِ النَّيِّرِ بِالكُلِّيَّةِ عَلى مَعْنى انْظُرْ إلَيْهِ وتَعَجَّبَ مِنهُ. وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿أفَأنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وكِيلا﴾ إنْكارٌ واسْتِبْعادٌ لِكَوْنِهِ ﷺ حَفِيظًا عَلَيْهِ يَزْجُرُهُ عَمّا هو عَلَيْهِ مِنَ الضَّلالِ ويُرْشِدُهُ إلى الحَقِّ طَوْعًا أوْ كَرْهًا، والفاءُ لِتَرْتِيبِ الإنْكارِ عَلى ما قَبْلَهُ مِنَ الحالَةِ المُوجِبَةِ لَهُ، كَأنَّهُ قِيلَ: أبْعَدُ ما شاهَدْتُ غُلُوَّهُ في طاعَةِ الهَوى وعُتُوَّهُ عَنِ اتِّباعِ الهُدى تَقْسِرُهُ عَلى الإيمانِ شاءَ أوْ أبى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب