﴿وَإذا رَأوْكَ إنْ يَتَّخِذُونَكَ إلا هُزُوًا﴾ أيْ: ما يَتَّخِذُونَكَ إلّا مَهْزُوءًا بِهِ عَلى مَعْنى قَصْرِ مُعامَلَتِهِمْ مَعَهُ ﷺ عَلى اتِّخاذِهِمْ إيّاهُ ﷺ هُزُؤًا لا عَلى مَعْنى قَصْرِ اتِّخاذِهِمْ عَلى كَوْنِهِ هُزُؤًا كَما هو المُتَبادَرُ مِن ظاهِرِ العِبارَةِ، كَأنَّهُ قِيلَ: ما يَفْعَلُونَ بِكَ إلّا اتِّخاذَكَ هُزُؤًا، وقَدْ مَرَّ تَحْقِيقُهُ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنْ أتَّبِعُ إلا ما يُوحى إلَيَّ ...﴾ مِن سُورَةِ الأنْعامِ.
وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿أهَذا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا﴾ مَحْكِيٌّ بَعْدَ قَوْلٍ مُضْمَرٍ هو حالٌ مِن فاعِلِ ﴿يَتَّخِذُونَكَ﴾ أيْ: يُسْتَهْزَؤُنَ بِكَ قائِلِينَ: ﴿ "أهَذا الَّذِي﴾ ..." إلَخِ، والإشارَةُ لِلِاسْتِحْقارِ وإبْرازِ بَعْثِ اللَّهِ رَسُولًا في مَعْرِضِ التَّسْلِيمِ بِجَعْلِهِ صِلَةً لِلْمَوْصُولِ الَّذِي هو صِفَتُهُ ﷺ مَعَ كَوْنِهِمْ في غايَةِ النَّكِيرِ لِبَعْثِهِ ﷺ بِطَرِيقِ التَّهَكُّمِ والِاسْتِهْزاءِ وإلّا لَقالُوا: أبَعَثَ اللَّهُ هَذا رَسُولًا، أوْ أهَذا الَّذِي يَزْعُمُ أنَّهُ بَعَثَهُ اللَّهُ رَسُولًا.
{"ayah":"وَإِذَا رَأَوۡكَ إِن یَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا ٱلَّذِی بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولًا"}