الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿لَقَدْ أضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ﴾ تَعْلِيلٌ لِتَمَنِّيهِ المَذْكُورِ وتَوْضِيحٌ لِتَعَلُّلِهِ، وتَصْدِيرُهُ بِاللّامِ القَسَمِيَّةِ لِلْمُبالَغَةِ في بَيانِ خَطَئِهِ وإظْهارِ نَدَمِهِ وحَسْرَتِهِ، أيْ: واللَّهِ لَقَدْ أضَلَّنِي عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعالى، أوْ عَنِ القرآن، أوْ عَنْ مَوْعِظَةِ الرَّسُولِ ﷺ، أوْ كَلِمَةِ الشَّهادَةِ. ﴿بَعْدَ إذْ جاءَنِي﴾ وتَمَكَّنْتُ مِنهُ. وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَكانَ الشَّيْطانُ لِلإنْسانِ خَذُولا﴾ أيْ: مُبالَغًا في الخِذْلانِ حَيْثُ يُوالِيهِ حَتّى يُؤَدِّيَهُ إلى الهَلاكِ ثُمَّ يَتْرُكُهُ ولا يَنْفَعُهُ، اعْتِراضٌ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ ما قَبْلَهُ إمّا مِن جِهَتِهِ تَعالى، أوْ مِن تَمامِ كَلامِ الظّالِمِ عَلى أنَّهُ سَمّى خَلِيلَهُ شَيْطانًا بَعْدَ وصْفِهِ بِالإضْلالِ الَّذِي هو أخَصُّ الأوْصافِ الشَّيْطانِيَّةِ، أوْ عَلى أنَّهُ أرادَ بِالشَّيْطانِ إبْلِيسَ لِأنَّهُ الَّذِي حَمَلَهُ عَلى مُخالَّةِ المُضِلِّينَ ومُخالَفَةِ الرَّسُولِ الهادِي ﷺ بِوَسْوَسَتِهِ وإغْوائِهِ لَكِنْ وصْفُهُ بِالخُذْلانِ يُشْعِرُ بِأنَّهُ كانَ يَعِدُهُ في الدُّنْيا ويُمَنِّيهِ بِأنْ يَنْفَعَهُ في الآخِرَةِ، وهو أوْفَقُ بِحالِ إبْلِيسَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب