الباحث القرآني

﴿وَيَقُولُونَ آمَنّا بِاللَّهِ وبِالرَّسُولِ﴾ شُرُوعٌ في بَيانِ أحْوالِ بَعْضِ مَن لَمْ يَشَأِ اللَّهُ هِدايَتَهُ إلى الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ. قالَ الحَسَنُ: نَزَلَتْ عَلى المُنافِقِينَ الَّذِينَ كانُوا يُظْهِرُونَ الإيمانَ ويُسِرُّونَ الكُفْرَ، وقِيلَ: نَزَلَتْ في بِشْرٍ المُنافِقِ خاصَمَ يَهُودِيًّا فَدَعاهُ إلى كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ واليَهُودِيُّ يَدْعُوهُ إلى النَّبِيِّ ﷺ، وقِيلَ: في المُغِيرَةِ بْنِ وائِلٍ خاصَمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في أرْضٍ وماءٍ فَأبى أنْ يُحاكَمَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وأيّا ما كانَ فَصِيغَةُ الجَمْعِ لِلْإيذانِ بِأنَّ لِلْقائِلِ طائِفَةً يُساعِدُونَهُ ويُشايِعُونَهُ في تِلْكَ المَقالَةِ كَما يُقالُ: بَنُو فُلانٍ قَتَلُوا فُلانًا والقاتِلُ واحِدٌ مِنهم. ﴿وَأطَعْنا﴾ أيْ: أطَعْناها في الأمْرِ والنَّهْيِ ﴿ثُمَّ يَتَوَلّى﴾ عَنْ قَبُولِ حُكْمِهِ ﴿فَرِيقٌ مِنهم مِن بَعْدِ ذَلِكَ﴾ أيْ: مِن بَعْدِ ما صَدَرَ عَنْهم ما صَدَرَ مِنِ ادِّعاءِ الإيمان باللَّهِ وبِالرَّسُولِ والطّاعَةِ لَهُما عَلى التَّفْصِيلِ، وما في ذَلِكَ مِن مَعْنى البُعْدِ لِلْإيذانِ بِكَوْنِهِ أمْرًا مُعْتَدًّا بِهِ واجِبَ المُراعاةِ. ﴿وَما أُولَئِكَ﴾ إشارَةٌ إلى القائِلِينَ لا إلى الفَرِيقِ المُتَوَلِّي مِنهم فَقَطْ لِعَدَمِ اقْتِضاءِ نَفْيِ الإيمانِ عَنْهم نَفْيَهُ عَنِ الأوَّلِينَ بِخِلافِ العَكْسِ فَإنَّ نَفْيَهُ عَنِ القائِلِينَ مُقْتَضٍ لِنَفْيِهِ عَنْهم عَلى أبْلَغِ وجْهٍ وآكَدِهِ، وما فِيهِ مِن مَعْنى البُعْدِ لِلْإشْعارِ بِبُعْدِ مَنـزِلَتِهِمْ في الكُفْرِ والفَسادِ، أيْ: وما أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدَّعُونَ الإيمانَ والطّاعَةَ ثُمَّ يَتَوَلّى بَعْضُهُمُ الَّذِينَ يُشارِكُونَهم في العَقْدِ والعَمَلِ ﴿بِالمُؤْمِنِينَ﴾ أيِ: المُؤْمِنِينَ حَقِيقَةً كَما يُعْرِبُ عَنْهُ اللّامُ، أيْ: لَيْسُو بِالمُؤْمِنِينَ المَعْهُودِينِ بِالإخْلاصِ في الإيمانِ والثَّباتِ عَلَيْهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب