الباحث القرآني

﴿إذْ تَلَقَّوْنَهُ﴾ بِحَذْفِ إحْدى التّاءَيْنِ ظَرْفٌ لِلْمَسِّ، أيْ: لَمَسَّكم ذَلِكَ العَذابُ العَظِيمُ وقْتَ تَلَقِّيكم إيّاهُ مِنَ المُخْتَرِعِينَ. ﴿بِألْسِنَتِكُمْ﴾ والتَّلَقِّي والتَّلَقُّفُ والتَّلَقُّنُ مَعانٍ مُتَقارِبَةٌ، خَلا أنَّ في الأوَّلِ مَعْنى الِاسْتِقْبالِ، وفي الثّانِي مَعْنى الخَطْفِ والأخْذِ بِسُرْعَةٍ، وفي الثّالِثِ مَعْنى الحِذْقِ والمَهارَةِ. وقُرِئَ: "تَتَلَقَّوْنَهُ" عَلى الأصْلِ، و"تُلْقُونَهُ" مَن لَقِيَهُ، و"تِلْقُونَهُ" بِكَسْرِ حَرْفِ المُضارَعَةِ، و"تُلْقُونَهُ" مِنَ إلْقاءِ بَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ، و"تَلْقُوَنَهُ" و "تَأْلَقُونَهُ" مِنَ الوَلْقِ والألْقِ وهو الكَذِبُ، و"تُثَقِّفُونَهُ" مَن ثَقَفْتُهُ: إذا طَلَبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ، و"تُثَقِّفُونَهُ" أيْ: "تُتْعِبُونَهُ" . ﴿وَتَقُولُونَ بِأفْواهِكم ما لَيْسَ لَكم بِهِ عِلْمٌ﴾ أيْ: تَقُولُونَ قَوْلًا مُخْتَصًّا بِالأفْواهِ مِن غَيْرِ أنْ يَكُونَ لَهُ مِصْداقٌ ومَنشَأٌ في القُلُوبِ لِأنَّهُ لَيْسَ بِتَعْبِيرٍ عَنْ عِلْمٍ بِهِ في قُلُوبِكم كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأفْواهِهِمْ ما لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ﴾ . ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا﴾ سَهْلًا لا تَبِعَةَ لَهُ، أوْ لَيْسَ لَهُ كَثِيرُ عُقُوبَةٍ. ﴿وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ﴾ والحالُ أنَّهُ عِنْدَهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿عَظِيمٌ﴾ لا يُقادَرُ قَدْرُهُ في الوِزْرِ واسْتِجْرارِ العَذابِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب