الباحث القرآني

﴿وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ ولَدًا﴾ حِكايَةٌ لِجِنايَةِ فَرِيقٍ مِنَ المُشْرِكِينَ جِيءَ بِها لِإظْهارِ بُطْلانِها وبَيانِ تَنَـزُّهِهِ تَعالى عَنْ ذَلِكَ إثْرَ بَيانِ تَنَـزُّهِهِ سُبْحانَهُ عَنِ الشُّرَكاءِ عَلى الإطْلاقِ، وهم حَيٌّ مِن خُزاعَةَ، يَقُولُونَ: المَلائِكَةُ بَناتُ اللَّهِ تَعالى. ونَقَلَ الواحِدِيُّ أنَّ قُرَيْشًا وبَعْضَ أجْناسِ العَرَبِ جُهَيْنَةَ، وبَنِي سَلَمَةَ، وخُزاعَةَ، وبَنِي مَلِيحٍ، يَقُولُونَ ذَلِكَ، والتَّعَرُّضُ لِعُنْوانِ الرَّحْمانِيَّةِ المُنْبِئَةِ عَنْ كَوْنِ جَمِيعِ ما سِواهُ تَعالى مَرْبُوبًا لَهُ تَعالى نِعْمَةً أوْ مُنْعِمًا عَلَيْهِ لِإبْرازِ كَمالِ شَناعَةِ مَقالَتِهِمُ الباطِلَةِ. ﴿سُبْحانَهُ﴾ أيْ تَنَـزَّهَ بِالذّاتِ تَنَـزُّهَهُ اللّائِقَ بِهِ، عَلى أنَّ السُّبْحانَ مَصْدَرٌ مِن سَبَحَ، أيْ: بَعُدَ أوْ أُسَبِّحُهُ تَسْبِيحَهُ عَلى أنَّهُ عَلَمٌ لِلتَّسْبِيحِ وهو مَقُولٌ عَلى ألْسِنَةِ العِبادِ، أوْ سَبِّحُوهُ تَسْبِيحَهُ. وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿بَلْ عِبادٌ﴾ إضْرابٌ وإبْطالٌ لِما قالُوهُ، كَأنَّهُ قِيلَ: لَيْسَتِ المَلائِكَةُ كَما قالُوا بَلْ هم عِبادٌ لَهُ تَعالى ﴿مُكْرَمُونَ﴾ مُقَرَّبُونَ عِنْدَهُ. وقُرِئَ: "مُكَرَّمُونَ" بِالتَّشْدِيدِ، وفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلى مَنشَإ غَلَطِ القَوْمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب