الباحث القرآني

وَيَأْباهُ الإظْهارُ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَأضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ﴾ أيْ: سَلَكَ بِهِمْ مَسْلَكًا أدّاهم إلى الخَيْبَةِ والخُسْرانِ في الدِّينِ والدُّنْيا مَعًا، حَيْثُ ماتُوا عَلى الكُفْرِ بِالعَذابِ الهائِلِ الدُّنْيَوِيِّ المُتَّصِلِ بِالعَذابِ الخالِدِ الأُخْرَوِيِّ. وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَما هَدى﴾ أيْ: ما أرْشَدَهم قَطُّ إلى طَرِيقٍ مُوصِلٍ إلى مَطْلَبٍ مِنَ المَطالِبِ الدِّينِيَّةِ والدُّنْيَوِيَّةِ، تَقْرِيرٌ لِإضْلالِهِ وتَأْكِيدٌ لَهُ، إذْ رُبَّ مُضَلٍّ قَدْ يُرْشِدُ مَن يُضِلُّهُ إلى بَعْضِ مَطالِبِهِ، وفِيهِ نَوْعُ تَهَكُّمٍ بِهِ في قَوْلِهِ: ﴿وَما أهْدِيكم إلا سَبِيلَ الرَّشادِ﴾ . فَإنَّ نَفْيَ الهِدايَةِ عَنْ شَخْصٍ مُشْعِرٍ بِكَوْنِهِ مِمَّنْ يُتَصَوَّرُ مِنهُ الهِدايَةُ في الجُمْلَةِ، وذَلِكَ إنَّما يُتَصَوَّرُ في حَقِّهِ بِطَرِيقِ التَّهَكُّمِ وحَمَلَ الإضْلالَ، والهِدايَةَ عَلى ما يَخْتَصُّ بِالدِّينِيِّ مِنهُما يَأْباهُ مَقامُ بَيانِ سَوْقِهِ بِجُنُودِهِ إلى مَساقِ الهَلاكِ الدُّنْيَوِيِّ وجَعَلَهُما عِبارَةً عَنِ الإضْلالِ في البَحْرِ والإنْجاءِ مِنهُ مِمّا لا يَقْبَلُهُ العَقْلُ السَّلِيمُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب