الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّهُ﴾ إلى آَخِرِ الشَّرْطِيَّتَيْنِ تَعْلِيلٌ مِن جِهَتِهِمْ، لِكَوْنِهِ تَعالى خَيْرًا وأبْقى جَزاءٌ وتَحْقِيقٌ لَهُ، وإبْطالٌ لِما ادَّعاهُ فِرْعَوْنُ، وتَصْدِيرُهُما بِضَمِيرِ الشَّأْنِ لِلتَّنْبِيهِ عَلى فَخامَةِ مَضْمُونِهِما، لِأنَّ مَناطَ وضْعِ الضَّمِيرِ مَوْضِعَهُ ادِّعاءُ شُهْرَتِهِ المُغْنِيَةِ عَنْ ذِكْرِهِ مَعَ ما فِيهِ مِن زِيادَةِ التَّقْرِيرِ، فَإنَّ الضَّمِيرَ لا يُفْهَمُ مِنهُ مِن أوَّلِ الأمْرِ إلّا شَأْنٌ مُبْهَمٌ لَهُ خَطَرٌ، فَيَبْقى الذِّهْنُ مُتَرَقِّبًا لِما يَعْقُبُهُ فَيَتَمَكَّنُ عِنْدَ وُرُودِهِ لَهُ فَضْلُ تَمَكُّنٍ، كَأنَّهُ قِيلَ: إنَّ الشَّأْنَ الخَطِيرَ هَذا، أيْ: قَوْلُهُ تَعالى: ﴿مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا﴾ بِأنْ ماتَ عَلى الكُفْرِ والمَعاصِي ﴿فَإنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها﴾ فَيَنْتَهِيَ عَذابُهُ، وهَذا تَحْقِيقٌ لِكَوْنِ عَذابِهِ أبْقى ﴿وَلا يَحْيا﴾ حَياةً يَنْتَفِعُ بِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب