وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿لِنُرِيَكَ مِن آياتِنا الكُبْرى﴾ مُتَعَلِّقٌ بِمُضْمَرٍ يَنْساقُ إلَيْهِ النَّظْمُ الكَرِيمُ، كَأنَّهُ قِيلَ: فَعَلْنا ما فَعَلْنا مِنَ الأمْرِ والإظْهارِ لِنُرِيَكَ بِذَلِكَ بَعْضَ آَياتِنا الكُبْرى، عَلى أنَّ الكُبْرى صِفَةٌ لِآَياتِنا، أوْ نُرِيَكَ بِذَلِكَ مِن آياتِنا ما هي كُبْرى، عَلى أنَّ الكُبْرى مَفْعُولٌ ثانٍ لِنُرِيَكَ. و "مِن آياتِنا" مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ هو حالٌ مِن ذَلِكَ المَفْعُولِ، وأيًّا ما كانَ فالآَيَةُ الكُبْرى عِبارَةٌ عَنِ العَصا واليَدِ جَمِيعًا، وأمّا تَعَلُّقُهُ بِما دَلَّ عَلَيْهِ آَيَةٌ، أيْ: دَلَّلْنا بِها لِنُرِيَكَ... إلَخَ. أوْ بِقَوْلِهِ تَعالى: "واضْمُمْ" أوْ بِقَوْلِهِ: "تَخْرُجْ" أوْ بِما قُدِّرَ مِن نَحْوِ خُذْ ودُونَكَ، كَما قالَ بِكُلٍّ مِن ذَلِكَ قائِلٌ فَيُؤَدِّي إلى عَراءِ آَيَةِ العَصا عَنْ وصْفِ الكِبْرِ.
{"ayah":"لِنُرِیَكَ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا ٱلۡكُبۡرَى"}