﴿وَلَقَدْ أنْزَلْنا إلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ﴾: واضِحاتِ الدَّلالَةِ عَلى مَعانِيها؛ وعَلى كَوْنِها مِن عِنْدِ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -؛ ﴿وَما يَكْفُرُ بِها إلا الفاسِقُونَ﴾: أيْ: المُتَمَرِّدُونَ في الكُفْرِ؛ الخارِجُونَ عَنْ حُدُودِهِ؛ فَإنَّ مَن (p-135)لَيْسَ عَلى تِلْكَ الصِّفَةِ مِنَ الكَفَرَةِ لا يَجْتَرِئُ عَلى الكُفْرِ بِمِثْلِ هاتِيكَ البَيِّناتِ؛ قالَ الحَسَنُ: إذا اسْتُعْمِلَ الفِسْقُ في نَوْعٍ مِنَ المَعاصِي وقَعَ عَلى أعْظَمِ أفْرادِ ذَلِكَ النَّوْعِ مِن كُفْرٍ أوْ غَيْرِهِ؛ «وَعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - أنَّهُ قالَ: قالَ ابْنُ صُورِيّا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ما جِئْتَنا بِشَيْءٍ نَعْرِفُهُ؛ وما أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِن آيَةٍ فَنَتَّبِعَكَ لَها؛ فَنَزَلَتْ.» واللّامُ لِلْعَهْدِ؛ أيْ: الفاسِقُونَ المَعْهُودُونَ؛ وهم أهْلُ الكِتابِ المُحَرِّفُونَ لِكِتابِهِمُ الخارِجُونَ عَنْ دِينِهِمْ؛ أوْ لِلْجِنْسِ؛ وهم داخِلُونَ فِيهِ دُخُولًا أوَّلِيًّا.
{"ayah":"وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ءَایَـٰتِۭ بَیِّنَـٰتࣲۖ وَمَا یَكۡفُرُ بِهَاۤ إِلَّا ٱلۡفَـٰسِقُونَ"}