﴿أُولَئِكَ﴾؛ المَوْصُوفُونَ بِما ذُكِرَ مِنَ الأوْصافِ القَبِيحَةِ؛ وهو مُبْتَدَأٌ؛ خَبَرُهُ قَوْلُهُ (تَعالى): ﴿الَّذِينَ اشْتَرَوُا﴾؛ أيْ: آثَرُوا؛ ﴿الحَياةَ الدُّنْيا﴾؛ واسْتَبْدَلُوها؛ ﴿بِالآخِرَةِ﴾؛ وأعْرَضُوا عَنْها؛ مَعَ تَمَكُّنِهِمْ مِن تَحْصِيلِها؛ فَإنَّ ما ذُكِرَ مِنَ الكُفْرِ بِبَعْضِ أحْكامِ الكِتابِ إنَّما كانَ لِمُراعاةِ جانِبِ حُلَفائِهِمْ؛ لِما يَعُودُ إلَيْهِمْ مِنهم مِن بَعْضِ المَنافِعِ الدَّنِيَّةِ الدُّنْيَوِيَّةِ؛ ﴿فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذابُ﴾؛ دُنْيَوِيًّا كانَ أوْ أُخْرَوِيًّا؛ ﴿وَلا هم يُنْصَرُونَ﴾؛ بِدَفْعِهِ عَنْهُمْ؛ شَفاعَةً أوْ جَبْرًا؛ والجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلى ما قَبْلَها؛ عَطْفَ الِاسْمِيَّةِ عَلى الفِعْلِيَّةِ؛ أوْ "يُنْصَرُونَ" مُفَسِّرٌ لِمَحْذُوفٍ قَبْلَ الضَّمِيرِ؛ فَيَكُونُ مِن عَطْفِ الفِعْلِيَّةِ عَلى مِثْلِها.
{"ayah":"أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا بِٱلۡـَٔاخِرَةِۖ فَلَا یُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ یُنصَرُونَ"}