الباحث القرآني

﴿وَإنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾؛ أيْ: إنْ وقَعَ غَرِيمٌ مِن غُرَمائِكم ذُو عُسْرَةٍ؛ عَلى أنَّ "كانَ" تامَّةٌ؛ وقُرِئَ: "ذا عُسْرَةٍ"؛ عَلى أنَّها ناقِصَةٌ؛ ﴿فَنَظِرَةٌ﴾؛ أيْ: فالحُكْمُ نَظِرَةٌ؛ أوْ: فَعَلَيْكم نَظِرَةٌ؛ أوْ: فَلْتَكُنْ نَظِرَةٌ؛ وهي الإنْظارُ؛ والإمْهالُ؛ وقُرِئَ: "فَناظِرُهُ"؛ أيْ: فالمُسْتَحِقُّ ناظِرُهُ؛ أيْ: مُنْتَظِرُهُ؛ أوْ: فَصاحِبُ نَظِرَتِهِ؛ عَلى طَرِيقِ النَّسَبِ؛ وقُرِئَ: "فَناظِرْهُ"؛ أمْرًا مِنَ المُفاعَلَةِ؛ أيْ: فَسامِحْهُ بِالنَّظِرَةِ؛ ﴿إلى مَيْسَرَةٍ﴾؛ أيْ: إلى يَسارٍ؛ وقُرِئَ بِضَمِّ السِّينِ؛ وهُما لُغَتانِ؛ كَـ "مَشْرَقَةٌ"؛ و"مُشْرَقَةٌ"؛ وقُرِئَ بِهِما مُضافَيْنِ بِحَذْفِ التّاءِ عِنْدَ الإضافَةِ؛ كَما في قَوْلِهِ: ؎ ∗∗∗ وأخْلَفُوكَ عِدَ الأمْرِ الَّذِي وعَدُوا ﴿وَأنْ تَصَدَّقُوا﴾؛ بِحَذْفِ إحْدى التّاءَيْنِ؛ وقُرِئَ بِتَشْدِيدِ الصّادِ؛ أيْ: وأنْ تَتَصَدَّقُوا عَلى مُعْسِرِي غُرَمائِكم بِالإبْراءِ؛ ﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾؛ أيْ: أكْثَرُ ثَوابًا مِنَ الإنْظارِ؛ أوْ خَيْرٌ مِمّا تَأْخُذُونَهُ؛ لِمُضاعَفَةِ ثَوابِهِ؛ ودَوامِهِ؛ فَهو نَدْبٌ إلى أنْ يَتَصَدَّقُوا بِرُؤُوسِ أمْوالِهِمْ؛ كُلًّا؛ أوْ بَعْضًا؛ عَلى غُرَمائِهِمُ المُعْسِرِينَ؛ كَقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿وَأنْ تَعْفُوا أقْرَبُ لِلتَّقْوى﴾؛ وقِيلَ: المُرادُ بِالتَّصَدُّقِ: الإنْظارُ؛ لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -: « "لا يَحِلُّ دَيْنُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَيُؤَخِّرُهُ إلّا كانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ"؛» ﴿إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: جَوابُهُ مَحْذُوفٌ؛ أيْ: إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّهُ خَيْرٌ لَكم عَمِلْتُمُوهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب