الباحث القرآني

﴿تِلْكَ﴾: إشارَةٌ إلى ما سَلَفَ مِن حَدِيثِ الأُلُوفِ؛ وخَبَرِ طالُوتَ؛ عَلى التَّفْصِيلِ المَرْقُومِ؛ وما فِيهِ مِن مَعْنى البُعْدِ لِلْإيذانِ بِعُلُوِّ شَأْنِ المُشارِ إلَيْهِ؛ ﴿آياتُ اللَّهِ﴾؛ المُنْزَلَةُ مِن عِنْدِهِ (تَعالى)؛ والجُمْلَةُ مُسْتَأْنِفَةٌ؛ وقَوْلُهُ (تَعالى): ﴿نَتْلُوها عَلَيْكَ﴾؛ أيْ: بِواسِطَةِ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلامُ -؛ إمّا حالٌ مِنَ الآياتِ؛ والعامِلُ مَعْنى الإشارَةِ؛ وإمّا جُمْلَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ؛ لا مَحَلَّ لَها مِنَ الإعْرابِ؛ ﴿بِالحَقِّ﴾؛ في حَيِّزِ النَّصْبِ؛ عَلى أنَّهُ حالٌ مِن مَفْعُولِ "نَتْلُوها"؛ أيْ: مُلْتَبِسَةً بِاليَقِينِ؛ الَّذِي لا يَرْتابُ فِيهِ أحَدٌ مِن أهْلِ الكِتابِ؛ وأرْبابِ التَّوارِيخِ؛ لِما يَجِدُونَها مُوافِقَةً لِما في كُتُبِهِمْ؛ أوْ مِن فاعِلِهِ؛ أيْ: نَتْلُوها عَلَيْكَ مُلْتَبِسِينَ بِالحَقِّ؛ والصَّوابِ؛ أوْ مِنَ الضَّمِيرِ المَجْرُورِ؛ أيْ: مُلْتَبِسًا بِالحَقِّ؛ والصِّدْقِ؛ ﴿وَإنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ﴾؛ أيْ: مِن جُمْلَةِ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إلى الأُمَمِ؛ لِتَبْلِيغِ رِسالاتِنا؛ وإجْراءِ أوامِرِنا؛ وأحْكامِنا عَلَيْهِمْ؛ فَإنَّ هَذِهِ المُعامَلَةَ لا تَجْرِي بَيْنَنا وبَيْنَ غَيْرِهِمْ؛ فَهي شَهادَةٌ مِنهُ - سُبْحانَهُ - بِرِسالَتِهِ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -؛ إثْرَ بَيانِ ما يَسْتَوْجِبُها؛ والتَّأْكِيدُ مِن مُقْتَضَياتِ مَقامِ الجاحِدِينَ بِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب