﴿الشَّهْرُ الحَرامُ بِالشَّهْرِ الحَرامُ﴾: قاتَلَهُمُ المُشْرِكُونَ عامَ الحُدَيْبِيَةِ؛ في ذِي القِعْدَةِ؛ فَقِيلَ لَهم - عِنْدَ خُرُوجِهِمْ لِعُمْرَةِ القَضاءِ في ذِي القِعْدَةِ أيْضًا؛ وكَراهَتِهِمُ القِتالَ فِيهِ -: هَذا الشَّهْرُ الحَرامُ بِذَلِكَ الشَّهْرِ الحَرامِ؛ وهَتْكُهُ بِهَتْكِهِ؛ فَلا تُبالُوا بِهِ؛ ﴿والحُرُماتُ قِصاصٌ﴾؛ أيْ: كُلُّ حُرْمَةٍ - وهي ما يَجِبُ المُحافَظَةُ عَلَيْهِ - يَجْرِي فِيها القِصاصُ؛ فَلِما هَتَكُوا حُرْمَةَ شَهْرِكم بِالصَّدِّ فافْعَلُوا بِهِمْ مِثْلَهُ؛ وادْخُلُوا عَلَيْهِمْ عُنْوَةً؛ فاقْتُلُوهم إنْ قاتَلُوكُمْ؛ كَما قالَ (تَعالى): ﴿فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكم فاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدى عَلَيْكُمْ﴾؛ (p-205)؛ وهو فَذْلَكَةٌ؛ مُقَرِّرَةٌ لِما قَبْلَها؛ ﴿واتَّقُوا اللَّهَ﴾؛ في شَأْنِ الِانْتِصارِ؛ واحْذَرُوا أنْ تَعْتَدُوا إلى ما لَمْ يُرَخَّصْ لَكُمْ؛ ﴿واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ﴾؛ فَيَحْرُسُهُمْ؛ ويُصْلِحُ شُئُونَهم بِالنَّصْرِ؛ والتَّمْكِينِ.
{"ayah":"ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَـٰتُ قِصَاصࣱۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَیۡكُمۡ فَٱعۡتَدُوا۟ عَلَیۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ"}