الباحث القرآني

﴿وَإلَهُكُمْ﴾: خِطابٌ عامٌّ لِكافَّةِ النّاسِ؛ أيْ: المُسْتَحِقُّ مِنكم لِلْعِبادَةِ؛ ﴿إلَهٌ واحِدٌ﴾؛ أيْ: فَرْدٌ في الإلَهِيَّةِ؛ لا صِحَّةَ لِتَسْمِيَةِ غَيْرِهِ "إلَهًا" أصْلًا؛ ﴿لا إلَهَ إلا هُوَ﴾: خَبَرٌ ثانٍ لِلْمُبْتَدَإ؛ أوْ صِفَةٌ أُخْرى لِلْخَبَرِ؛ أوِ اعْتِراضٌ؛ وأيًّا ما كانَ فَهو مُقَرِّرٌ لِلْوَحْدانِيَّةِ؛ ومُزِيحٌ لِما عَسى يُتَوَهَّمُ أنَّ في الوُجُودِ إلَهًا؛ لَكِنْ لا يَسْتَحِقُّ العِبادَةَ؛ ﴿الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾: خَبَرانِ آخَرانِ لِمُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ؛ وهو تَقْرِيرٌ لِلتَّوْحِيدِ؛ فَإنَّهُ (تَعالى) حَيْثُ كانَ مُولِيًا لِجَمِيعِ النِّعَمِ؛ أُصُولِها؛ وفُرُوعِها؛ جَلِيلِها؛ ودَقِيقِها؛ وكانَ ما سِواهُ؛ كائِنًا ما كانَ؛ مُفْتَقِرًا إلَيْهِ في وُجُودِهِ؛ وما يَتَفَرَّعُ عَلَيْهِ مِن كَمالاتِهِ؛ تَحَقَّقَتْ وحْدانِيَّتُهُ بِلا رَيْبٍ؛ وانْحَصَرَ اسْتِحْقاقُ العِبادَةِ فِيهِ (تَعالى) قَطْعًا؛ قِيلَ: كانَ لِلْمُشْرِكِينَ (p-184)حَوْلَ الكَعْبَةِ المُكَرَّمَةِ ثُلْثُمائَةٍ وسِتُّونَ صَنَمًا؛ فَلَمّا سَمِعُوا هَذِهِ الآيَةَ تَعَجَّبُوا؛ أوْ قالُوا: إنْ كُنْتَ صادِقًا فَأْتِ بِآيَةٍ نَعْرِفْ بِها صِدْقَكَ؛ فَنَزَلَتْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب