الباحث القرآني

﴿أوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْدًا﴾: الهَمْزَةُ لِلْإنْكارِ؛ والواوُ لِلْعَطْفِ عَلى مُقَدَّرٍ؛ يَقْتَضِيهِ المَقامُ؛ أيْ: أكَفَرُوا بِها وهي في غايَةِ الوُضُوحِ؟ وكُلَّما عاهَدُوا عَهْدًا؛ ومِن جُمْلَةِ ذَلِكَ ما أُشِيرَ إلَيْهِ في قَوْلِهِ (تَعالى): ﴿وَكانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾؛ مِن قَوْلِهِمْ لِلْمُشْرِكِينَ: قَدْ أظَلَّ زَمانُ نَبِيٍّ يَخْرُجُ بِتَصْدِيقِ ما قُلْنا فَنَقْتُلُكم مَعَهُ قَتْلَ عادٍ وإرَمَ؛ وقُرِئَ بِسُكُونِ الواوِ؛ عَلى أنَّ تَقْدِيرَ النَّظْمِ الكَرِيمِ: وما يَكْفُرُ بِها إلّا الَّذِينَ فَسَقُوا؛ أوْ نَقَضُوا عُهُودَهم مِرارًا كَثِيرَةً؛ وقُرِئَ: "عُوهِدُوا"؛ و"عَهِدُوا"؛ وقَوْلُهُ (تَعالى): ﴿عَهْدًا﴾: إمّا مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِـ "عاهَدُوا"؛ مِن غَيْرِ لَفْظِهِ؛ أوْ مَفْعُولٌ لَهُ عَلى أنَّهُ بِمَعْنى "أعْطَوُا العَهْدَ"؛ ﴿نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنهُمْ﴾ أيْ: رَمَوْا بِالزِّمامِ؛ ورَفَضُوهُ؛ وقُرِئَ: "نَقَضَهُ"؛ وإسْنادُ النَّبْذِ إلى فَرِيقٍ مِنهم لِأنَّ مِنهم مَن لَمْ يَنْبِذْهُ؛ ﴿بَلْ أكْثَرُهم لا يُؤْمِنُونَ﴾: أيْ بِالتَّوْراةِ؛ وهَذا دَفْعٌ لِما يُتَوَهَّمُ مِن أنَّ النّابِذِينَ هُمُ الأقَلُّونَ؛ وأنَّ مَن لَمْ يَنْبِذْ جِهارًا فَهم يُؤْمِنُونَ بِها سِرًّا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب