الباحث القرآني

﴿وَكَمْ أهْلَكْنا قَبْلَهم مِن قَرْنٍ هم أحْسَنُ أثاثًا ورِئْيًا﴾ أيْ: كَثِيرًا مِنَ القُرُونِ الَّتِي كانَتْ أفْضَلَ مِنهم فِيما يَفْتَخِرُونَ بِهِ مِنَ الحُظُوظِ الدُّنْيَوِيَّةِ، كَعادٍ وثَمُودَ وأضْرابِهِمْ مِنَ الأُمَمِ العاتِيَةِ. قَبْلَ هَؤُلاءِ أهْلَكْناهم بِفُنُونِ العَذابِ، ولَوْ كانَ ما آتَيْناهم لِكَرامَتِهِمْ عَلَيْنا لَما فَعَلْنا بِهِمْ ما فَعَلْنا، وفِيهِ مِنَ التَّهْدِيدِ والوَعِيدِ ما لا يَخْفى، كَأنَّهُ قِيلَ: فَلْيَنْتَظِرْ هَؤُلاءِ أيْضًا مِثْلَ ذَلِكَ. فَـ "كَمْ" مَفْعُولُ "أهْلَكْنا" و "مِن قَرْنٍ" بَيانٌ لِإبْهامِها، وأهْلُ كُلِّ عَصْرٍ قَرْنٌ لِمَن بَعْدَهُمْ؛ لِأنَّهم يَتَقَدَّمُونَهم مَأْخُوذٌ مِن قَرْنِ الدّابَّةِ، وهو مُقَدَّمُها. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿هم أحْسَنُ أثاثًا﴾ في حَيِّزِ النَّصْبِ عَلى أنَّهُ صِفَةٌ لِكَمْ، وأثاثًا تَمْيِيزُ النِّسْبَةِ، وهو مَتاعُ البَيْتِ. وقِيلَ: هو ما جَدَّ مِنهُ، والخُرْثِيُّ ما لُبِسَ مِنهُ ورَثَّ، والرِّئِيُّ المَنظَرُ فِعْلٌ مِنَ الرُّؤْيَةِ لِما يُرى كالطِّحْنِ لِما يُطْحَنُ، وقُرِئَ: (رِيًّا) عَلى قَلْبِ الهَمْزَةِ ياءً وإدْغامِها، أوْ عَلى أنَّهُ مِنَ الرِّيِّ، وهو النِّعْمَةُ والتَّرَفُّهُ، وقُرِئَ: (رِيْئًا) عَلى القَلْبِ، ورِيا بِحَذْفِ الهَمْزَةِ، و (زِيًّا) بِالزّايِ المُعْجَمَةِ مِنَ الزِّيِّ، وهو الجَمْعُ. فَإنَّهُ عِبارَةٌ عَنِ المَحاسِنِ المَجْمُوعَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب