﴿فَإذا جاءَ وعْدُ أُولاهُما﴾ أيْ: أُولى كَرَّتَيِ الإفْسادِ، أيْ: حانَ وقْتُ حُلُولِ العِقابِ المَوْعُودِ.
﴿بَعَثْنا عَلَيْكُمْ﴾ لِمُؤاخَذَتِكم بِجِناياتِكم ﴿عِبادًا لَنا﴾ . وقُرِئَ: (عَبِيدًا لَنا) ﴿أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ ذَوِي قُوَّةٍ وبَطْشٍ في الحُرُوبِ، هم سَنْجارِيبُ مِن أهْلِ نِينَوى وجُنُودُهُ. وقِيلَ: بُخْتُ نَصَّرَ عامِلُ لَهْراسِبَ. وقِيلَ: جالُوتُ.
﴿فَجاسُوا﴾ أيْ: تَرَدَّدُوا لِطَلَبِكم بِالفَسادِ. وقُرِئَ: بِالحاءِ، والمَعْنى: واحِدٌ. وقُرِئَ: (وَجُوسُوا).
﴿خِلالَ الدِّيارِ﴾ في أوْساطِها لِلْقَتْلِ والغارَةِ. وقُرِئَ: خِلَلَ الدِّيارِ، فَقَتَلُوا عُلَماءَهم وكِبارَهُمْ، وأحْرَقُوا التَّوْراةَ، وخَرَّبُوا المَسْجِدَ، وسَبَوْا مِنهم سَبْعِينَ ألْفًا، وذَلِكَ مِن قَبِيلِ تَوْلِيَةِ بَعْضِ الظّالِمِينَ بَعْضًا مِمّا جَرَتْ بِهِ (p-157)السُّنَّةُ الإلَهِيَّةُ.
﴿وَكانَ﴾ ذَلِكَ ﴿وَعْدًا مَفْعُولا﴾ لا مَحالَةَ بِحَيْثُ لا صارِفَ عَنْهُ، ولا مُبَدِّلَ.
{"ayah":"فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَیۡكُمۡ عِبَادࣰا لَّنَاۤ أُو۟لِی بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ فَجَاسُوا۟ خِلَـٰلَ ٱلدِّیَارِۚ وَكَانَ وَعۡدࣰا مَّفۡعُولࣰا"}