الباحث القرآني

﴿وَلَكم فِيها﴾ مَعَ ما فَصَّلَ مِن أنْواعِ المَنافِعِ الضَّرُورِيَّةِ ﴿جَمالٌ﴾ أيْ: زِينَةٌ في أعْيُنِ النّاسِ، ووَجاهَةٌ عِنْدَهم ﴿حِينَ تُرِيحُونَ﴾ تَرُدُّونَها مِن مَراعِيها إلى مَراحِها بِالعَشِيِّ ﴿وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾ تُخْرِجُونَها بِالغَداةِ مِن حَظائِرِها إلى مَسارِحِها، فالمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ مِن كِلا الفِعْلَيْنِ لِرِعايَةِ الفَواصِلِ، وتَعْيِينُ الوَقْتَيْنِ لِأنَّ ما يَدُورُ عَلَيْهِ أمْرُ الجَمالِ مِن تَزَيُّنِ الأفْنِيَةِ، والأكْنافِ بِها، وبِتَجاوُبِ ثُغائِها ورُغائِها، إنَّما هو عِنْدَ وُرُودِها وصُدُورِها في ذَيْنِكَ الوَقْتَيْنِ، وأمّا عِنْدَ كَوْنِها في المَراعِي فَيَنْقَطِعُ إضافَتُها الحِسِّيَّةُ إلى أرْبابِها، وعِنْدَ كَوْنِها في الحَظائِرِ لا يَراها راءٍ، ولا يَنْظُرُ إلَيْها ناظِرٌ. وتَقْدِيمُ الإراحَةِ عَلى السَّرْحِ لِتَقَدُّمِ الوُرُودِ عَلى الصُّدُورِ، ولِكَوْنِها أظْهَرَ مِنهُ في اسْتِتْباعِ ما ذُكِرَ مِنَ الجَمالِ، وأتَمَّ في اسْتِجْلابِ الأُنْسِ والبَهْجَةِ، إذْ فِيها حُضُورٌ بَعْدَ غَيْبَةٍ، وإقْبالٌ بَعْدَ إدْبارٍ عَلى أحْسَنِ ما يَكُونُ مَلْأى البُطُونِ، مُرْتَفِعَةَ الضُّرُوعِ. وقُرِئَ: (حِينًا تُرِيحُونَ) و (حِينًا تَسْرَحُونَ). عَلى أنَّ كِلا الفِعْلَيْنِ وصْفٌ لِحِينًا، بِمَعْنى: تُرِيحُونَ فِيهِ، وتَسْرَحُونَ فِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب