الباحث القرآني

﴿وَلَهُ ما في السَّماواتِ والأرْضِ﴾ خَلْقًا، ومُلْكًا. تَقْرِيرٌ لِعِلَّةِ انْقِيادِ ما فِيها لَهُ سُبْحانَهُ خاصَّةٌ، وتَحْقِيقٌ لِتَخْصِيصِ الرَّهْبَةِ بِهِ تَعالى، وتَقْدِيمُ الظَّرْفِ لِتَقْوِيَةِ ما في اللّامِ مِن مَعْنى الِاخْتِصاصِ، وكَذا في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَلَهُ الدِّينُ﴾ أيِ: الطّاعَةُ والِانْقِيادُ. ﴿واصِبًا﴾ أيْ: واجِبًا ثابِتًا لا زَوالَ لَهُ لِما تَقَرَّرَ أنَّهُ الإلَهُ وحْدَهُ الحَقِيقُ بِأنْ يُرْهَبَ، وقِيلَ: واصِبًا مِنَ الوَصْبِ. أيْ: ولَهُ الدِّينُ ذا كُلْفَةٍ، وقِيلَ: الدِّينُ الجَزاءُ، أيْ: ولَهُ (p-120)الجَزاءُ الدّائِمُ، بِحَيْثُ لا يَنْقَطِعُ ثَوابُهُ لِمَن آمَنَ، وعِقابُهُ لِمَن كَفَرَ. ﴿أفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ﴾ "الهَمْزَةُ" لِلْإنْكارِ، و "الفاءُ" لِلْعَطْفِ عَلى مُقَدَّرٍ يَنْسَحِبُ عَلَيْهِ السِّياقُ، أيْ: أعَقِيبَ تَقَرُّرِ الشُّؤُونِ المَذْكُورَةِ مِن تَخْصِيصِ جَمِيعِ المَوْجُوداتِ لِلسُّجُودِ بِهِ تَعالى، وكَوْنِ ذَلِكَ كُلِّهِ لَهُ، ونَهْيِهِ عَنِ اتِّخاذِ الأنْدادِ. وكَوْنِ الدِّينِ لَهُ واصِبًا المُسْتَدْعِي ذَلِكَ لِتَخْصِيصِ التَّقْوى بِهِ سُبْحانَهُ غَيْرَ اللَّهِ الَّذِي شَأْنُهُ ما ذُكِرَ تَتَّقُونَ فَتُطِيعُونَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب